أحدث المواضيع

عقيل حميد: دبلجتي للأفلام كانت للاستمتاع مع الأصدقاء وانتشارها وليد “الصدفة”

بعد أن رسم البسمة على وجوه الكثيرين… مدبلج “عدنان ولينا” و”بروسلي” باللهجة البحرينية القروية
لطالما رسمت مقاطعه الكوميدية البسمة على شفاه من تابعها، حتى تملكهم الفضول لمعرفة هذه الشخصية. إنه عقيل حميد، صاحب الصوت الذي أخذ شهرةً واسعة، بفضل تعليقاته الساخرة وصوته المركب على العديد من المشاهد والأفلام.

“الوسط” ألتقت بالفنان الكوميدي، لتكشف عن جزءٍ من شخصيته المرحة، وفيما يلي نص الحوار:

– متى بدأت لديك فكرة تركيب الأصوات على الأفلام؟
الفكرة بدأت في العام 1991م تقريباً، حيث كنا نجتمع أنا وبعض الأصدقاء يوم الجمعة لتناول الغداء والجلوس، فأحببت أن أعمل شيئاً ترفيهياً نستمتع به، بعد أسبوعٍ مزدحم بالأحداث والضغوط.

– كيف كانت البداية؟
في البداية عملت مشهد لفيلم بروسلي بنفسي، لكنني أحسست بأنني أحتاج لشخصٍ آخر معي، فأحياناً تحتاج لأكثر من شخص يتحدث في نفس الوقت، فطرحت الأمر على صديقي يعقوب يوسف الذي أعجب بالفكرة وشاركني فيها.

– ما هي الأدوات التي كنت تستخدمها؟
في ذلك الوقت كان لدينا جهاز فيديو قديم، يوجد به وصلة مباشرة لتركيب الميكروفون، كنا نضع شريط الفيديو الذي نريده، ونقوم بتسجيل الصوت عليه مباشرةً، كانت عمليةً سهلةً جداً وبسيطة.

– على أي أساس كنت تختار المشاهد والأفلام؟
لم تكن لدينا أسس ثابتة لاختيار الأفلام، فقط ما يعجبنا نقوم بتركب صوتنا عليه، فقد عملنا على المباريات والمصارعة والمسلسلات والأفلام الهندية والكارتون، حتى برامج الطبخ عملنا عليها.

– كم عدد طاقم العمل حينها؟
الطاقم كان أنا ويعقوب فقط، ربما يعتقد البعض إن هناك طاقم عمل كبير، لأن الجمهور يسمع عدة أصوات في المشهد الواحد وبعضها يتغير باستمرار، فنحن لا نتكلم بصوتنا الطبيعي، بل نحاول أن نغير أصواتنا فنجعله تارةً خشن وتارةً مرتفع، أو نقلد صوت الشايب الكبير في السن أو الطفل أو الفتاة، لذلك يعتقدون إننا مجموعة، لكننا كنا شخصين فقط.

– هل كنت تجهز نصاً قبل أن تسجل صوتك؟
لا.. الكلام لم نكن نجهز له، كان يصدر بعفوية على حسب المشهد، فقد كانت لدينا قاعدة إننا لو جهزنا النص فلن يصبح المشهد جيداً، كل ما كنا نقوم به هو مشاهدة الفيلم ومتابعة ملامح الشخصية وتصرفاتها، ثم نقرر الأدوار، أذكر إننا كنا بصدد تسجيل فيلم بروسلي وكان معه شخصين، فقلت ليعقوب من تريد منهم؟ فقال إن لديه كلام يناسب دور بروسلي، فتولى هو دور بروسلي وأنا توليت الأصوات الأخرى.

– استخدامك اللهجة العامية، هل هو متعمد أو عفوي؟
بِحكم إنني كنت أجلس مع أبي وكبار السن فقد تعلمت الكثير من تلك الكلمات الدارجة، وأصبح استخدامها عفوياً بالنسبة لي، كما إن إضافتها للأفلام أعطتها جمالية أكبر، فالناس كانت تحب تلك اللهجة خصوصاً كبار السن لأنهم تذكرهم بالماضي، مثلاً هناك مشهد من فيلم عمر المختار وهو يسقط من على ظهر الحصان وكان يقول “آآخ، وي، گوايمي، مانا گادر”، الآن لو قلت كلمة “گوايمي” فلن يفهمها الشباب لكن كبار السن سوف يعرفونها ويضكون بسرعة، وهناك أيضاُ جملة “حقت حقايقها” وغيرها، هذه الكلمات باللغة الدارجة يحبها الناس ويحفظونها حتى إنهم يتداولونها فيما بينهم.

– ماذا تفعل عندما يحدث خطأ في تسجيل الصوت؟
أذكر موقف حصل معنا أثناء تسجيل أحد الأفلام الهندية، فقد كان هناك مشهد بين شخصين أحدهما ظالم والآخر مظلومٌ مسكين، والمشهد عبارة عن ضرب الظالم للمسكين، هنا حصل لدينا خطأ في التسجيل حيث انعكس الكلام بين الطرفين، فأصبح الظالم يقول للمسكين أنت ظلمتني، والمسكين يهدد ويتوعد الظالم، وقتها لم نقم بإعادة التسجيل، بل ظل كما هو، وعندما عرضناه أخذ الأصدقاء بالضحك لأنه شي غير مألوف وخارج عن الطبيعة.

– كيف انتشرت أفلامك بسرعة بين الناس؟
الانتشار لم يكن مقصوداً إطلاقاً، كانت صدفة، كنت أعمل الأفلام مع صديقي يعقوب بهدف الاستمتاع فقط، ولم نسعى لنشرها، لكن الأصدقاء كانوا يعملون نسخاً لشريط الفيديو لمشاهدته وعرضه على أصدقائهم أيضاً، وهنا بدأ ينتشر.

– لكن عملك للأفلام كان متقطع، ما السبب؟
كنا نعمل الأفلام “على الطربة” مثلما يقال، لم تكن لدينا استراتيجية واضحة، إذا رأينا فيلم أو مشهد مميز نقوم بعمله.

– كم عدد المشاهد التي عملتها؟
المشاهد كثيرة، ولا يحضرني عددها بالضبط، لكننا كنا نعمل أفلام وليس مشاهد فقط، مثل الأفلام الهندية وفيلم رامبو، وأفلام بروسلي وآرنولد أيضاً، لم نكن نسجل الفيلم كاملاً، كنا نختار المشاهد الجميلة التي من الممكن تركيب الصوت عليها.

– ما هو العمل الفني المحبب إليك؟
الناس هي من تختار العمل الأجمل، مثل دوريات كرة القدم هناك من يفضل الإسباني أو الإنجليزي أو الإيطالي، الأمر ذاته ينطبق على الأفلام، فالناس هي من تحكم أي عملٍ هو الأفضل، أما بالنسبة لي فقد أحببت فيلم بروسلي والأفلام الهندية، لكن أكثر عمل أحببته هو عدنان ولينا لأنني كنت أحبه في صغري، لذلك أحببت العمل عليه، وأذكر إنني كنت أنتظره بجانب التلفاز وقت عرضه.

– موقف حصل معك وما زلت تتذكره؟
سابقاً كنا نعمل مجموعة من مشاهد المصارعة، وكبار السن كانوا يحبون المصارعة كثيراً، ويتابعون المشاهد التي نعملها باستمرار، وكنا نضحك عندما نراهم يحفظون الكلام المركب على المشهد، حتى عندما نتجول في القرية كنا نسمعهم يرددون كلامنا، أنا شخصياً لا أحفظ ما كنت أقوله، بينما الناس كانت تحفظه وتردده.

– لماذا تركت إنتاج مثل هذه الأفلام؟
نحن لم نترك العمل إطلاقاً، فمنذ أن بدأنا في التسعينيات ونحن نمر بفترة توقف تصل أحياناً إلى السنة ولكننا نعاود من جديد، فقد عملنا بعض الأفلام في سنة 2000 ثم 2002 إلى 2005 وأخيراً في 2008 كان آخر الأعمال، لكن لو نرى الآن فيلم مميز يمكننا أن نعمل عليه.

– هل يمكننا أن نقول إن توقفك عن العمل بسبب ضعف الإنتاج الفني؟
لا ليس كذلك، أحياناً العمل إذا أصبح متكرر تشعر بالملل منه، مهما كان العمل، لذلك من الجيد أن تبتعد قليلاً.

– اسم عقيل حميد عُرف كصوت أكثر منه كصورة، ما السبب في ذلك؟
الشريط الذي كان ينتشر وقتها مجرد صوت، لم يكن فيه صورتي ولا صورة يعقوب، ولعل ذلك هو السبب، فمن يسمع الصوت لا يكلف نفسه عناء البحث عن صورة الشخص، فلا فائدة من ذلك.

– هل كانت لديك تجارب فنية أخرى؟
في الصغر كنت أمثل مسرحيات في المسجد، ثم كانت لي أعمال عديدة مع الأستاذ جواد هيات في برنامج مواقف وطرائف، وكانت تجربة ممتعة وعجيبة، فقد كنا نعمل على مشاهد ومسرحيات إجتماعية وهادفة بطابع كوميدي، والعمل الهادف لا يموت بل يبقى لأجيال، فالهدف ليس إضحاك الآخرين إنما تقديم نصيحة وحكمة.

– عقيل حميد الكوميدي بخفة دمه، لماذا لم يصبح فناناً على رغم إمتلاكه الموهبة؟
أنا لم يكن لدي دافع إلى الشهرة، كل هدفي كان الاستمتاع فيما أعمل، وهذا يرضيني.

– هل تتابع حالياً من يقوم بتركيب أصواتهم على الأفلام؟
أسمائهم لا أعرفها بصراحة، لكنني أتابع أي شي جديد ينزل، وأسلوب عملهم مختلف تماماً عنا، هم يعملون مشاهد بسيطة ويتقنونها، ويعجبني طموحهم ورغبتهم في إثبات أنفسهم.

– ما وجه الاختلاف بينك وبينهم؟
هناك اختلاف شاسع بيننا، فهم يأخذون ساعات للتسجيل من أجل دقيقة واحدة، أما نحن فنسجل أفلام لساعة أو ساعة ونصف تقريباً دون توقف، كما إنهم يعدون للمشهد ويكتبون نص الحوار، أما نحن فنرى المشهد وندقق في تعابير الوجه وحركة اليد ونتخيل ماذا يريد أن يقول، ونقوله بكل عفوية بدون تحضير.

– نصيحة توجهها لمن يعمل في هذا المجال الآن؟
هم يمتلكون الموهبة والفكاهة، وربما يمتلكون هذا الفن أفضل مننا، لكن ينقصهم شيءٌ واحد، تحتاج إلى إحساس المشهد نفسه وليس إلى تجهيز نص حواري يُلقى فقط دون إحساس. وأن لا يعمل المشهد من أجل إضحاك الناس فقط، فرضا الناس غاية لا تدرك.

– ما هو السر وراء نجاح هذه الأفلام؟
أعتقد إن الناس أحبت الأفلام لأنها تخرجهم من جو الحياة اليومية، رغم أن البعض يقول إنها ليست حقيقية وهؤلاء فاضين ليس لديهم عمل، لكن عندما يشاهدها يضحك، لأنه بطبيعته يريد أن يهرب من الضغوط والجد في حياته فبيحث عن أي شي يضحكه. الآن نحن على أبواب شهر رمضان وسترى مشاهد المسلسلات الخليجية دائماً حوادث ومستشفيات وشخص مريض بالسرطان وعائلة تبكي، ويبقى السيناريو هكذا، أنت عندما تشاهد هذا المسلسل لا ترتاح، فما يحدث معك في يومك من تعب وجهد كافي بالنسبة لك، لذلك أنت بحاجة إلى الترفيه والضحك في حياتك، وهذا ما قدمته لهم الأفلام.

العدد 5371 – الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ

شارك برأيك: