أحدث المواضيع

غديريات (3) أنا .. لا للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

عـلـيٌّ ومـا أحـلـى الـولايـة فـي عـلـي
قـــلادة ســيـــفٍ أو كــتــاب بــمـنـصـلِ

عـلـيٌّ مــن الـتـكــويــن أصــلُ وجــوده
وفي الـنـاس من كُـنـهٍ فأصلُ الـتـمـثُّـلِ

فـمـا بالهم يسعون في شطب اسـمـه
أيـشـطـب وحـيُ الله عــنـد الــتـنــزُّلِ؟!

أيـشـطــب كـونٌ كــنـهــه فـي عـلـيِّـــهِ
ومـا دونـه يـبـقـى عـلـى وسـعـه خلي

وعــاء بــلا مــعــنــى ودون حـقــيــقـــة
وكــونٌ ســديـــمٌ دونَ وعــيِ تَــشـكُّــلِ

إذا عـجـزوا نـفـــخ الــولايـــة .. روحُـنـــا
تــظــلُّ بـــلا نــفـــخٍ لــذاتِ الــتــعــلَّــلِ

عــلــيٌّ ولـــي الله والـــقـــصـــد روحُــه
وقـد نـفـخــتْ أرواحَـنــا نـفـخَ هــيــكــلِ

هي السرُّ في دنيا المشيئات فـاعلمـوا
بــدون الــتــولِّـي لـيـس كـونٌ بـمـقـبــلِ

هـو الـخـسـف والإدبار والـمـحق نـشـأة
قُـبـيـلَ ســديـــمٍ عـــابـــثٍ مُــتــحــلِّــلِ

إلا فـــاعــلــمــوا إنَّ الــغــديــــر بِــــوِرْدِهِ
تـشـكـلّـــتْ الأنـــهـــار أمـــرُ تـــجـــدوُلِ

ومـنـه تـطـامـى الـبـحـرُ والـمـلــحُ مـائـز
عن الـعـذب مـن ذوق الـغـديـر بسلسلِ

جـبِـلَّـة هذا العشـق في الموت والـبـقـا
وحـــيـــن نُـــشــورِ أو بــقــبــضٍ مُــدوَّلِ

تـداولــتُ حُـبِّــي فــي الـحـيـاةِ مـتـيّـمـاً
وفـي الـمـوتِ مـغـمـوراً بِعِشقِ الـمُؤمِّـلِ

أمـتـنـي عـلـى حـبِّ الوصـيِّ وأحـيـنـي
ودعْ طـيـنـتـي الصلصالُ يـزكـو بهـا علي

فـمـا أصـلـح الـصـلـصـال فـخّـار كـســره
ســوى بـعـلـيٍّ فــي خـضــوعِ الـتـذلُّــلِ

أنـا لا خــيــارُ الـحــبِّ والــحُــبُّ قــهـــرُهُ
بـحـيـدرَ أحـلــى مــن خــيــارٍ مُــضَــلِّــلِ

أنـا لا شـغـورٌ .. اِسـمُ حــيــدرَ مـالـئــي
أنـا لا قـرارٌ .. بــعــتُ صــكَّ الــمُــخَــــوِّلِ

عـلـيٌّ أنـا مـن بـعــد تـصـغـيـر حـجـمــه
عـلـى قدْرِ وعـيِـيْ وهو لـحـظـةُ مَـثْـمَـلِ

وأمّـا شـظـايـا الاسـم لـلـكـون .. حـقُّــه
يُــلـمـلـمُـهــا مـــن رصِّــهـــا بِــتَــكــتُّــلِ

فـلـولا اسمُهُ لـم يـصـبـحْ الـكـونُ كـتـلـةً
ولا حـضـنَ أَجْــرامٍ بِــعُــمــقِ تَـغْــلــغُــلِ

* * *

ســبــرتُ مـجـالَ الـحِـقــدِ وهـو مُـطَــوِّحٌ
أفـي الأفـقِ لـلأحـقــادِ فُــرصــةَ مــوئــلِ

إذا كــان كــلَّ الــكــون فـي أمـر حـيــدر
مـن الـصبـحِ مـفـلـوقـا لـحـمـرة يـلـيـل؟!

فـأيـقــنــت أنَّ الــحـقــد مـن مُـتَـنَـفَّـسٍ
بـإمــرتـــه أيــضــاً بـــوقــتِ الــتـــنــقِّــلُ

لـكـي تُـخـرِجَ الأحـقـادُ مـنــه نَـفَـائِــسـاً
وتـكـشـفَ حـصـراً مـا بِـسُــودِ الـدواخـلِ

يـداكـنُ هـذا الـحـقـدُ فـي أُفْــقِ حُـمـرةٍ
لـيـخـرج لـون الــدَّمِّ فـي طـــوعِ قــاتـــلِ

ويـسكـنُ قـلـب اللـيـل والـلـيـل نـعسـةً
وعـن أمـــره الــكـــرارُّ لـــيــس بـغــافــلِ

فــحــيـــدر قَــيُّـــومٌ بـــصــبــحِ ولـــيــلِــهِ
وحـيٌّ يـــديــر الــحــب مــثــلَ الـغـوائــلِ

ألـم يــكُ فــي يـــوم الــغــديــر بـإبــطــه
أبـانَ سـطـوع العشق مـثـل الـخـواتـلِ؟!

أمــا بـخـبـخوا أحـلامـهـم قـبــل حـلـمــه
وظـــنّـــوا إلــــى الأحـــــلام أوَّل واصـــلِ

قـد استلـمـوا لـلـحـكـم مـيـزة حـلمـهـم
وذا عــرض الأكــوان فــي حــكـــم زائــلِ

وكــان ولــــيَّ الله مــــن أزل الــــهــــوى
وهلْ لـلـهـوى شـطـبٌ لـحـقـد الأوائـلِ؟!

عـلــيٌّ بــتــدبــيـــر الــقــلـوب مــواظــبٌ
فــمــا ائــتــلــفــت إلا لـــه دون حــائـــلِ

أحـائـل أقـسـى مـن يـد الـقـهـر فـضّـةٌ؟!
غـدتْ دافـعــاً لـلـحـب عـنـد الـمـبـاهـل!!

أحـائـل أقـسـى من مـمـاتٍ لـبـطـشـة؟!
غـدا الــمــوت لــلــكــرار أكــبــر نــاهــلِ!!

أحـائـل أقـســى مـن تـدابـيـر سـلــطـة؟!
غدت عـرضـا لـلـعشـق بـاسـم الـتـداولِ!!

أيــا دولــــةَ الـــكــــرار لا دُولـــــةٌ بــــهـــا
إلـى حـاقــدٍ خِـــفِّ الــمــصــيــرِ وجـاهــلِ

مــصــائـــرنــا مـرهــونـــة عـــنــد حــيــدر
لــذلــك لــم يــرفـــض لــحــاجــة سـائــلِ

لــذلـــك تـــفـــنـــى دولـــة بــعـــد دولــة
وعــشـقــك يـا كــرّار تــحــصـيـل حـاصــلِ

ومن فـكَّ هـذا الـعـشـق .. يـسـأل غـيــره
وَمَـنْ أمـرهُ فـي الــكـون دعــســة نـاعــلِ

فــإنّــا تــــمـــلّـــكْـــنــــا الـــولاء رصــيــده
تـــذخَّـــر تــرصــيـــدا ولــيــس بــكـــامــلِ

ولــــكــــنـــه إذ تـــــمَّ ديــــنُ مــحــــمـــدٍ
ولاءُ عــلـيٍّ صـار مــســعــى الــتــكــامــلِ

* * *

أنــا لا .. أسـاس الـرفـض عـنـدي عـقـيـدةً
ولا لــســتُ مـخـدوعـا بـدعـوى الـتـمـاثــلِ

أنـــا الــرافـضـيُّ الــسـمـح كـلُّ مـبـادئـــي
ســلام ولــكــن دون طــمــس الــتـفـاضـلِ

تــشـبّــهــنـي قــومــي طــبــاقــا لـوحــدة
وقــالــوا تــمــاثــلْ لــو بِـصُـحــبَــةِ بــاطـــلِ

أنــا لـــســـتُ لا حــصـــرا .. أنــا لاء مُـــدَّعٍ
يـشـابـهـنــي كــي يـسـتـبـيـح فـضـائـلـي

عـلــي الـذي فـي داخـلــي مــلَّ خــدعــة
ومــلَّ عــلــى صـفـيـن حـكـم الـمُـفـاصِــلِ

ولـسـتُ لــدود الـطـبـع فـي لـمِّ شـمـلـنــا
ولـكـنـنـي أخـشـى سُــدودَ الــمــجــامــلِ

بـأولــه حــضـن وفــي الــجـــوف عـتــمـــة
وآخــــــره درب كـــــثـــــيـــــر الــــعـــــوازلِ

وظــاهــره بــشٌّ وفــي الــقــلــب نــقـمــة
وحـــيــن مـــران الـــقــول صــوتُ مــجــادلِ

ألا فــاسـمـعـوا لا يــكــره الــمــرء شـبـهــه
فـــذلـــك إِلــفٌ عــــن خــــلاف لــعـــاقــــلِ

ولــكـــن مـــن لا يــقــبــل الــمــرء هَــمَّـــهُ
ويــشــعــرُ مـــن قُــربٍ لـــه بــالــتـــثــاقــلِ

ظـلـومٌ غـشــومٌ يــحــمــلُ الــديــن رتــبـــةً
ويـجـعـلـهــا فــي الــفــضـلِ فـوقَ الـمـنـازلِ

فــهــذا الـــذي لا يــصــلــحُ الإلـــف أمـــــره
ولـيـس لـه فـي الــفـضــلِ رتــبــةَ عــامـــلِ

بــه وحــدةُ الأقـــدارِ لـيـســت مــشــيــئــة
فــمــا بــالــهــا مــحـفــوفــة بــالـمـقـاتـل؟!

وبــالــــدَّمِّ مــــن جــــرمٍ لـــهُ كـــلُّ عــــارِهِ
وبـالـحـقـد مــن نـظــمِ الــحـروب الـثـواكــلِ

ألا فــاسـمــعــوا .. نــظـم الأخــوة حــيـــدر
وفـيـــه الـغـديــر الـعــذب عـقــد الـتـواصــلِ

غـضـاضـة حـب الـمـرتـضـى الـكـفـر عـيـنـه
وفــي الـحـب لا نـحـتـاج تـجـريــب فـاشــلِ

إذا ثـــبـــتّــــوا حــــبُّ الـــــنــــبـــيِّ وآلــــه
وحــــــبُّ عـــــلـــــيٍّ جـــــاء دون دلائـــــلِ

ســيــصــدق مـــيــثـــاق الأخـــوة وحـــــدة
بـــلا كــــلــفـــة تــأتــي ودون مــــقــــابـــلِ

خــــلافــــك تـــفـــــصـــيـــل وودك دائــــــم
ويــوم غــديـــر الــحــب يــوم الــمــنــاهـــلِ

ولا أنــــت مــــضــــرور ولا أنـــــا ظــــالـــــم
واســم عــلــــيٍّ ذاك حــــبُّ الــــتــعــــادلِ

شارك برأيك: