أحدث المواضيع

رفيق الدرب للشاعر عبد الحسين سلمان

الاستاذ عاشور حرم

تمت يوم الخميس 2016/3/10م
الموافق 1437/5/30هـ
في تأبين الأستاذ عاشور حرم عاشور
وألقيت ليلة الجمعة في المجلس العزائي المقام بالمناسبة في مأتم آل إسماعيل

عبد الحسين سلمان

ذٍكْرَياتُ العُمْرِ تَأْبَى أَنْ تَغيبا
حينَما القلبُ بِهِ يَهْوَى حَبيبا

لا تَقُلْ ماتَ حَبيبُ القلبِ يَوْماً
لَمْ يَمُتْ مَنْ كانَ كَالْأَمْسِ قَريبا

وَتُرابُ الْقَبْرِ إنْ أَخْفاهُ جِسْماً
لِمُناجاتِ الْهَوَى يَغْدو مُجيبا

فَرَفيقُ الدَّرْبِ (عاشورٌ) سَيَبْقَى
ماثِلاً يَنْحَتُ فِي الصَّخْرِ دُروبا

زَمَنُ الصَّخْرِ نَحَتْناهُ بِعَزْمٍ
وَبِصَبْرٍ كادَ خَوْفاً أَنْ يَذوبا

مِنْ أَسَى الْيُتْمِ تَعَلَّمْنا دُروساً
تَجْعَلُ الْيُتَمَ إلَى الْمَجْدِ نَجيبا

وَاقْتَدَيْنا بِرَسولِ اللهِ فيهِ
عَلَّنا نَأْسِرُ بِالْجِدِّ قُلوبا

وَمَشَيْنا في ثَرَى الْفَقْرِ حُفاةً
دونَ شَكْوَى قَدَمٍ شَوْكاً أُصيبا

فَأَحَلْنَا الشَّوْكَ وَرْداً وَزُهوراً
وَدَمَ الْأَشْواكِ لِلْأَجْيالِ طيبا

* * *

يا رَفيقَ الدَّرْبِ ما أَصْلُ ابْتِلانا
غَيْرَ لُطْفٍ مَسَّ شُبَّاناً وَشيبا

إنَّهُ لُطْفٌ لِمَنْ فِي الْآلِ ذابوا
لَوْ تَجَلٍَى لَبَدا حَقًّا طَبيبا

مَرَضُ الْأَرْزاءِ لِلْعَبْدِ امْتِحانٌ
بِالرِّضا وَالصَّبْرِ كَمْ يَجْلُو الذُّنوبا

بَعْدَها أَنْفُسُنا تَزْكو وَتَسْمو
فَيَكونُ الْعَبْدُ لِلهِ حَبيبا

فَيَذوقُ الْمَوْتَ كَالشَّهْدِ وَأَحْلَى
فَلِرَوْضِ الْخُلْدِ قَدْ أَضَحَى قَريبا

جِسْمُهُ في رَوْضَةِ الْقَبْرِ مُقيمٌ
أَتَرَى مَنْ مِثْلَهُ فيهِ كَئيبا؟

وَبِقُرْبِ الْآلِ مَنْ حَلَّقَ روحاً
في جِنانِ الْخُلْدِ هَلْ يَحْيا غَريبا؟

* * *

يا أَبا مَهْدِيِّ قَرْ عَيْناً وَنَفْساَ
ذِكْرُكَ الشَّهْدُ بِأَفْواهٍ أُذيبا

وَتَلاميذُ عَلَى الدَّرْبِ كِرامٍ
وَلَجوا مِنْ فَضْلِكَ الْمَجّدَ وُثوبا

وَتَدُ الْأَبْناءِ أَبْقاكَ مُقيما
بَيْنَنا تَبْقَى عَلَى الْحُبّ رَقيبا

فَأَبوا عيسَى وَأَبْناؤُكَ طُرًّا
إنْ دَعاهُمْ واجِبُ الْخَيْرِ أُجيبا

إنَّهُ الْإرْثُ الَّذي يَبْقَى مُضيئا
كَسَنَا الْعِتْرَةِ لَمْ يَأْلَفْ غُروبا

شارك برأيك: