نظمت مدرسة اليرموك عام1986م معرضا بمشاركة مدارس المنطقة، وبما أني كنت أحد منتسبي مدرسة اليرموك في ذلك الوقت فلقد كانت لي مشاركة في مادة العلوم، كانت التجربة سهلة وهو الفرق بين التوصيل التوالي والتوازي للدائرة الكهربية.
في يوم افتتاح المعرض وقف التلاميذ والتلميذات كل في مكانه، فوزير التربية والتعليم الدكتور علي محمد فخرو سيكون على رأس الحضور.
كنت في غاية السعادة لكوني جزء من هذا المعرض، وبدأت ارتب كلماتي التي سأقولها لو توقف وزير التربية والتعليم عند تجربتي، كنت مستعدا حينها ذهنيا، ولكن سرعان ما ذهب كل ذلك أدراج الرياح فور دخول الوزير من البوابة الرئيسية، فبمجرد أن دخل الوزير حتى انهالت عدسات المصورين وفلاشاتها بالوميض.
فكلما ومض الفلاش ازداد الخوف وتسارعت نبضات القلب، فكأنما اخذت ذاكرتي بالمسح مع كل ومضة فلاش، لم تتوقف عدسات التصوير ولم يتوقف فقداني للذاكرة، لحظات خوف ورعب وقلق، لا أدري متى وصل الوزير للطاولة أشرف عليها حتى بادر بالسؤال عن ماذا عرض عليها.
لم اتكلم ولا أعرف لماذا، أخذت انظر فقط لوجه وزير التربية والتعليم، تمنيت حينها لو أني في سفينة تتقاذفها الأمواج من كل صوب وبعدها أسقط في الماء غرقا أفضل مما عليه تلك اللحظة، حتى سمعت صوتا مألوفا، شق الصمت وكسر الفواصل، إنه صوت الاستاذ حسن درباس الذي بدأ بتفسير التجربة، شعرت بالراحة وبدأت اسمع نبضات قلبي وشعرت بحرارة في وجهي، لقد كان صوت الاستاذ حسن درباس يبعث الأمان والطمأنينة الأمر الذي شجعني على الكلام مستكملا ما بدأه الاستاذ حسن درباس، والحمد لله سارت الأمور بعدها على خير ما يرام.
شكرا أستاذ حسن درباس.