الحاج علي بن عبد الله.. المُعلم الذي ربى أجيالاً

بقلم الأستاذ حسن علي كاظم

في يوليو من العام 2005م، فقدت النويدرات أحد رجالاتها الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في النشاط الديني، وهو الحاج علي بن عبد الله آل إسماعيل.

ولد الحاج علي بن عبد الله في العام 1928م تقريباً في قرية النويدرات، له ثلاثة أخوة وهم:

  1. الحاج إبراهيم بن حسين “والد محمد وعلي وحسن وعبد الله”
  2. الحاج عبد الله بن حسين “والد سعيد”
  3. الحاج أحمد بن حسين “والد حسين”

وله أيضاً ثلاث أخوات.

نشأ وترعرع الحاج علي بن عبد الله في أسرةٍ دينيةٍ هي عائلة آل إسماعيل وهي من العوائل الكبيرة والمعروفة في القرية. وكان والد الحاج علي بن عبد الله مؤذناً وقد ورث عن أبيه ذلك.

عُرف الحاج علي بن عبد الله بإيمانه الكبير، فقد كان يواظب على أداء صلاة الليل كل ليلة في مسجد الشيخ من وقت السحر وحتى صلاة الصبح، بالإضافة لكونه حافظاً للقرآن ولكثيرٍ من الأدعية عن ظهر قلب. وكانت السبحة من الضروريات لديه فهي لا تفارق يديه.

وكانت لديه عادةٌ حسنةٌ في شهر رمضان، وهي إحياء ليلة النصف منه بدعوة أهالي القرية للفطور يتمناً بهذه الليلة المباركة، كما إنه كان شديد الحب لآل البيت حتى وهب بيته لمأتم آل إسماعيل.

عمل في صناعة المديد لفترةٍ طويلة، لينضم بعد ذلك إلى إحدى الشركات التي كانت تدفع بعمالها إلى شركة ألبا وشركة بابكو.

كما اشتهر رحمه الله بنشاطين بارزين مهمين في القرية:

  • تعليم القرآن
    تعلم الحاج علي بن عبد الله القرآن على يد الحاج حسن بن سرحان، حتى أصبح أحد أبرز معلمي القرآن، لتتخرج على يديه أجيالٌ وأجيال من أبناء القرية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الحاج علي بن عباس بوغنوم، الحاج علي صليل، الأستاذ عبد الله عباس مال الله، حسن أبودهوم، الأستاذ جعفر أحمد مال الله، الحاج حسن بوغنوم، عبد الله أحمد صالح، الأستاذ جواد هيات، الحاج علي قمبر، وغيرهم كثير من أبناء القرية قد تعلموا على يديه.وقد كان معلماً حاذقاً صارماً لا يتساهل أبداً في تمرير الخطأ، فلابد من إتقان القراءة. وكان حافظاً القرآن على قلبه كاملاً.

    ومن المواقف المذكورة عن الحاج علي رحمه الله إنه أثناء حضوره لأحد المجالس الحسينية بمأتم الكاظم والتي كان يرتقي المنبر فيها سماحة الشيخ حسن القيسي رحمه الله، أخطأ الشيخ في قراءة آيةٍ من القرآن فصحح له الحاج علي تلك الآية إلا أن الشيخ أصر على إن قراءته صحيحة فيما أصر الحاج علي إن القراءة خاطئة، ليحتكم الطرفين إلى القرآن الكريم ويحسم الأمر بأن الآية مثلما قال الحاج علي بن عبد الله رحمه الله.

  • الأذان والدعاء
    كان الحاج علي رحمه الله هو المؤذن في مسجد الشيخ، كما كان يقرأ الدعاء في شهر رمضان ويعلن للناس السحور.
    وفي السبيعنات إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، كان مسجد الشيخ هو الوحيد في القرية الذي يحوي ميكروفون وسماعات، لذلك تجد من عاصر تلك الفترة له ذكرياتٌ مع أذان الحاج علي بن عبد الله، وبعد منتصف الثمانينات وانتشار السماعات في بقية المساجد، كان الأهالي ينتظرون أذان الحاج علي بالرغم من سماع صوت الأذان في المساجد الأخرى، وذلك لأنه كان دقيقاً في تحري وقت الأذان ودخول الصلاة.وليس هذا فقط، بل كان صوته جميلاً جداً وعذباً وخاصةً عند قراءته لدعاء السحر، فقد كانت الناس تتشوق لسماء ذلك الصوت الروحاني.
  1. الأذان الحاج علي بن عبد الله الحاج علي بن عبد الله 2:29

 

تعليق واحد

  1. نشكركم جزيل الشكر على إبراز هذا العلم الكبير من اعلام القرية والذي كان له الدور الكبير في نشر العلم من خلال تعليم القران وقراءة الفخري وانا افتخر واعتز إنَّا هذا المعلم هو من كان له الفضل علي في تعلم القران الكريم والفخري
    شكرًا لكم

شارك برأيك: