أضواء (٣): غابت الفزعة وأصبحت من سنةِ الطبعه!! بقلم أحمد عباس هلال

أحمد عباس هلال
أحمد عباس هلال

شباب، بُكرة بيصبون السقف مال البيت حياكم؛ الساعه ٧ الصبح بيجون مال الرِدِمِكس..حياكم لا تنسون.

هي دعوةٌ أتت من الماضي البعيد، أتت وهي ليس لها في واقعنا المعاصر من وجود، فقد غابت وأصبحت كمثيلاتها من الماضي موجودة فقط في الكتب التاريخية وكتاب ألف ليلة وليلة، يحكيها الأجداد للأولاد علّهم أن يزرعوا فيهم تعاليم الإسلام الأصيل، فهذه دعوةٌ أتت من الماضي لتوقظكم من سباتكم العميق، ولتذكركم بما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام.

فهذه الدعوة كانت توجه قبل يوم او حتى قبل دقائق من العمل، فترى عندها كل من سمع بها حاضراً مترقباً ومتلهفاً للعمل، لا لأجل المال أو غيره من أمور الدنيا، وإنما لكسب الأجر والثواب ولخدمة جاره الذي أوصاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم به، إذ تراهم وقت العمل كخلية نحلٍ تعمل دون كلل او ملل، والعرق يتصبب من جباههم الطاهرة حتى أذان الظهر، حيث يتوقف العمل لأداء الصلاة مستلهمين ذلك من كربلاء الحسين عليه السلام وما تعلموه من منبره.

وقت ذلك لم تكن الدعوة مقتصرةً على الرجال فقط، فلنساء “الفريگ” نصيبٌ من الأجر والثواب أيضاً، فهي تعمل على إعداد وجبة الإفطار لهؤلاء المتطوعين، إذ كانوا يعِدونها بلمسة من التعاون وخليط من الحب والحنان، ليأكلها فلذات أكبادهم وإخوانهم، فكان أشهرها وقت ذلك؛ البلاليط، العصيدة، والبيض والطماطم.

فيا تُرى أين هي هذه الدعوات اليوم، ولِمَ غابت؟، ولماذا اندثرت واختفى اثرها؟!، سؤالٌ يطرحُ نفسه في عقول من تخطوا الثلاثين عاماً، فأين ذهبت هذه العادة الحسنة التي أوصانا بها الدين الحنيف!؟

أنا لست هنا بصدد طرح اسباب هذا الغياب وإندثار هذه العادة، وإنما لمحاولة إحياء لهذا الميت القديم، وذلك بطرح فكرةٍ طرأت على بالي قبل ثلاث سنواتٍ مضت، تحتاج لتعاونٍ مع الجمعية الخيرية لطرحها وإعادة الروح إليها.

وهذه الفكرة عبارة عن تشكيل لجنة شبابية تعتني بمساعدة الأهالي أيام العطل فقط، تقوم بالإشراف عليها ودعمها إدارة الجمعية الخيرية، على أن يتم الحجز والتنسيق من الأهالي عن طريقها، وهي تقوم بتفعيلها على أرض الواقع بحضور الشباب المتحمس للعمل الخيري، فهناك طاقات إبداعية وفنية موجودة في القرية بجميع المجالات، همهم الوحيد خدمة الناس بعيداً عن تفكيرهم المادي.

ولكي لا تكون هذه الفزعة عبارة عن ماضي يتغنى به الأجداد ويقصها على الأولاد كسنة الطبعه، وجهت لكم هذه الدعوة للحضور غداً؛ اي الحاضر القريب للمشاركة الفاعلة في إحياء هذا الأمر، وهي رسالة أوجهها لكم من قلبي لقلبكم، أنتم يا من بلغتكم قرابة الثلاثين عاماً وأكثر لإعادة هذه السُنةِ الحميدة التي مضيتم عليها، عبر دعمها وحث الشباب بالمشاركةِ فيها لتكون صدقة جارية لكم إلى يوم الدين.

فالكرة الآن بملعب الجمعية الخيرية، وأنا على ثقةٍ بأنهم أهلٌ لذلك، فأطرحوا هذه الفكرة بكل جرأة حتى تعود كما كانت ويعود بها الترابط المجتمعي.

تعليق واحد

  1. الجار قبل الدار..صحيح لاتنسى إحترام جارك والمحافظة على سمعته أولا

شارك برأيك: