دعوة لإحياء تراث قريتنا “النويدرات” الباحث الأستاذ يوسف مدن

الأستاذ يوسف مدن
الأستاذ يوسف مدن

بسم الله، والحمد لله عز وجل، ونستعينه، وصلى الله على نبيه العربي المصطفى محمد بن عبد الله، وآله وأصحابه الميامين.

وبعد فإننا نعتقد أن “تراث النويدرات”، وما خلَّفه أهلها من عادات وتقاليد وقيم، وسلوكيات، ومهارات وإرثهم الثقافي الحضاري في مجالات عديدة كالمهن والحرف الخاصة، ونسخ المخطوطات، والأعمال التطوعية، وغيرها هو مجال حيوي، ومجال خصب يمتاز بغناه، ووفرة فرص الكتابة فيه، وتوثيقه، ونشره، واستثماره الإيجابي بالتركيز على معانيه المعرفية والقيمية والتربوية النافعة التي تعني أبناءنا اللاهين في هذا العصر عن تراث أسلافهم الماضين من الآباء والأجداد، فهذا التراث ما يزال في نظرنا ينطوي على فرص غنية، ومتعددة وكثيرة للتعبير عن الذات الثقافية والاجتماعية والقيمية والروحية والحضارية للإنسان الذي وُلِدَ في هذه القرية، وعاش على ترابها بين أحضان أهلها الأطياب الأبرار، ونعم الله سبحانه الوافرة فيها.

إنَّ تراث قريتنا “النويدرات” العزيزة، كتراث أي قرية بحرانية ما يزال مدفوناً في زواياه التي حُشِر بين حناياها، وهو يواجه لسوء حظنا خطر المحو والطمس، والبعثرة إذا قَصَّرنا في جمعه، وإحيائه، وتوثيقه، ونشره وأخذ العظة والعبرة منه كأحد مصادر الإبداع الذاتي لدى الراغبين الطامحين في نشر هذا التراث ومعالمه، وكأحد أدوات العزة والكرامة الوطنية والاجتماعية، وترسيخ مشاعر الثقة بالذات، وهو في الوقت ذاته أحد أهم ينابيع المعرفة التاريخية التي نتوخى تكوينها لدى الأجيال الجديدة من أبنائنا بإحياء تراث آبائهم، وأجدادهم، وتعليمهم بوعي صحيح على التفاعل مع تراث آبائهم وأجدادهم، وتدريبهم على كيفية إدارتهم لحركة الحياة في زمانهم، ما أتقنوه، وما حاولوا بجد واجتهاد تذليل الصعاب لإتقانه.

شارك برأيك: