الواجب أم المستحب؟! للأستاذ حسن كاظم

الأستاذ حسن كاظم
الأستاذ حسن كاظم

في ليالي الجمعة تصدح أغلب المساجد بعد صلاة العشاءين بدعاء كميل. وفي ليالي الأربعاء بدعاء التوسل، وفي أيام محرم بزيارة وارث أو عاشوراء.

إحياء هذه الفعاليات لابد منه، لكن هناك ملاحظة مهمة في إحيائها وهي أن هذه الفعاليات مستحبة الأغلب منها تُـقام بعد صلاة الجماعة مباشرة وخاصة في بعض المساجد التي تكون مليئة بالمصلين.

وهذا يعني أن صوت الدعاء أو الزيارة يكون في مكبر الصوت مرتفعا جدا خاصة لمن هم في المسجد. مما يضر ببعض المصلين لأن الصوت يؤثر على تركيزه في الصلاة.

فإذا كان الأمر كذلك فهل يحق فعلا ذلك أن يضر المستحب بالواجب؟!!!!!

لقد رأيت كثيرا من المصلين في مساجد شتى يبدون تذمرهم من رفع الصوت لأنهم لا يشعرون بالطمأنينة في الصلاة، ويخاف أن يتكلم للداعين حتى لا يخرج من الملة.

نعم من حقهم أن يدعوا لكن ليس من حقهم أن يضروا بالآخرين في صلاتهم. لماذا لا تخصص مساجد تكون قليلة الارتياد تقتصر على الجماعة ومن ثم يقرأ الدعاء؟ أو تخصص بعض الحسينيات أنه في هذا الوقت وفي هذه الحسينية سيقرأ الدعاء؟!!

أعتقد لابد من التنظيم ومراعاة المصلين في هذا الجانب. ولا نقدم المستحب على الواجب. وعلى العلماء والخطباء أن يوجهوا الداعين لهذا الأمر، فيمكن يؤثر هذا على استجابة الدعاء، كما أنه يخلق بعض التوتر بين المؤمنين.

وللأسف لا يقتصر هذا الأمر على مساجدنا فقط، بل حتى العتبات المقدسة في ((العراق وإيران)) حيث تجد بعض الخطباء بعد صلاة الجماعة يقوم بالنعي ورفع صوته مما يؤثر على الزوار في صلاتهم ودعائهم.

لماذا لا يخصص لهم مكان من يريد الخطابة والنعي يذهب إلى ذلك المكان حتى لا يؤثر سلبا على بقية الزائرين.

مرة كنت في في الصحن العلوي بالنجف الأشرف وبعد انتهاء صلاة الجماعة قام خطيب إيراني ينعى ويخطب بصوت مرتفع لما انتهى ذهبت إليه وقلت له أنك بهذا الأسلوب تؤثر على الزائرين في صلاتهم شعر بالحرج وقال لي أعتذر كلامك صحيح وقال في مكبر الصوت أنه يعتذر.

لكن للأسف يبقى الحال كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء لله جل وعلا.

شارك برأيك: