أثارت هذه الصورة شجوني ذلك لما تحمله من إهانة للإنسانية في عصر التمدن والحضارة المذهلة ولا زال الجياع بيننا يملأون بقاع العالم ويبحثون عن قوت يومهم، القصيدة خطاب موجه من الأخ الى أخيه المحمول على ظهره.
أشعلتَ جوعي فالتظى بكَ زادي
وفؤادك الملهوف يصلي فؤادي
أمشي وتيه الضائعين يدلني
الفقر قوتي والبكاء عتادي
أمشي على ظهري بقايا مهجةٍ
عُصرت بدمع الفقر والاجهادِ
أتحسسُ النوح المزلزل فاقتي
لكأن ظهري تمتطيه شدادي
سجّرت أضلاعي بجوع براءة
وسلبت من عيني لذيذ رقادي
دعني أكفكف بالمرقع مدمعي
و أبثُ من وجعي أنين وسادي
و أطوف في مدن الحضارة باكيا
هذا أنا و أخي بغوث بلادي
طفلان قد هجرا الطفولة عندما
ولدا فغابت بسمة الأولادِ
شبحان قد طافا موائد نعمةٍ
فاضت لتطعم بطن كل رمادِ
نهشت بُطُون الطامعين بطوننا
و الرزق صار فرائس الآسادِ
حكم الثراء بأن نموت سواغبا
و قبورنا في قبضة الجلادِ