مقالات تربوية (٦): اختلافُ الأحباب بقلم الأستاذ عبد الإله قمبر

الأستاذ عبد الإله قمبر
الأستاذ عبد الإله قمبر

إن [ المحبة والانجذاب ] ينبتان في قلبك تجاه “الطرف المقابل” نتيجة لصفات معينة في شخصيته تتوافق مع أخلاقياتك وطبائعك وخصائصك، ولكن هذه “المحبة” قد تبهت أو تزول عندما تطرأ تغيرات حقيقية أو وهمية على هذه العلاقة، فرتابة المعاشرة، وشدّة المعاتبة، وتسلل الظن، وغلاظة القلب، وفظاظة المنطق، كل ذلك يحيط المودة بهالة من الشوائب التي تبعد المحبوبين، وإن سوء “إدارة الاختلاف” هو من أشدها شراسة في مهاجمة الود والمحبّة.

والاختلاف هو الحالة الطبيعية للشخصية التي لاتحب البقاء في مستوى ثابت وراكد، فكريا وعمليا، بل تطمح في صعود درجات الارتقاء والتطور. فالاختلاف يعني أن أعترف بحرية المقابل في التعبير عن دواخله وما يؤمنُ به، وأن هذا الاختلاف يجب أن يبقى في حدوده، وأن حدوده لاتتجاوز كونها مقابلة فكرة لفكرة أو موقف لموقف، اقتناعا منهما بأنها الفكرة والسلوك “الأقرب للحقيقة”، فنوايا الاختلاف الحقيقية هي “ابتغاء النتيجة الأفضل”، وعليه فلايصح أن يتعدى هذا الاختلاف، لاقتتال القلوب فتختل المحبة والألفة، وتسقط الأخلاق، ويتمزق الحبل الرابط.

شارك برأيك: