الطِّفْلُ وَالشَّيْخُ الكَبيرُ كَأَنَّما
لَبِسوا إلَى حَجِّ الحُسَيْنِ شَبابا
لَمْ يَشْتَكوا أَلَماً لِطولِ مَسيرِهِمْ
كُلُّ العَنا بِالعِشْقِ صارَ سَرابا
وَالخَوْفُ أَبْدَلَهُ الحُسَيْنُ بِفَرْحَةٍ
مَلَأَتْ قُلوبَ الحاقِدينَ عَذابا
أَيَخافُ مَنْ نورُ الحُسَيْنِ أَمامَهُمْ
وَبِنورِهِ حَجَبَ الحُسَيْنُ ذِئابا؟
وَكَذا بِيَوْمِ الأَرْبَعينَ أَمامَهْمْ
زَيْنُ العِبادِ وَمَنْ لَبِسْنَ حِجابا
كُلٌّ يُحاكي جابِراً وِصِحابَهُ
مَنْ ذا يَعُدُّ لِزائِريهِ ثَوابا؟
أَنا لَسْتٌ أَنْسَى مَنْ أَضافَ فَإنَّهُمْ
لَمْ يُغْلِقوا لَنَدَى المَكارِمِ بابا
يا زائِريهِ أَنا مَعاكُمْ زائِرٌ
ما قُلْتُ كَذَّاباً ولا مُرْتابا
إنْ غابَ جِسْمي فَالفُؤادُ بِراقُهُ
وَصَلَتْ فَخَرَّ يُقَبِّلُ الأَعْتابا