عاش الإمام السجاد عليه السلام في حياته التي امتدت لسبعةٍ وخمسين عاماً مراحلاً صعبةً، شهد فيها أفجع اللحظات وأقساها على آل النبوة، فبعد مقتل أبيه الحسين عليه السلام مع أنصاره، يقاد بالسلاسل مع السبايا والأطفال إلى قصر الطاغية يزيد، فكما روي عن السيدة زينب عليها السلام أنها قالت: “قد علم الله ما صار إلينا، قتل خيرنا، وانسقنا كما تساق الأنعام، وحُملنا على الأقتاب”.
وقد عاصر الإمام عليه السلام: يزيد بن معاوية، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك، ومن الولاة: الحجاج بن يوسف الثقفي، وعبيد الله بن زياد، وهشام بن إسماعيل، فكان شاهدا على الكثير من الصراعات والفتن السياسية.
وفي هذه الأيام الحزينة، أقام شيعة آل بيت النبوة والإمامة مجالس العزاء إحياءً لذكرى زين العابدين وسيد الساجدين صلوات الله عليه، وقد شمل الإحياء المقدس إقامة مجالس التعزية في عموم مآتم القرية، وتسيير مواكب العزاء بشقيها اللطم والزنجيل.
وقد شارك كوكبة من الخطباء والمبلغين ورجال الدين الذين أرتقوا منابر القرية متحدثين عن مناقب الإمام سلام الله عليه ولحظة تواجده في المعركة الإلهية على أرض كربلاء، إضافةً للتضييق الأموي البغيض الذي لاحق الإمام حتى استشهاده بالسم من قِبل جلاوزة البلاط الحاكم.
فيما انطلق موكب اللطم في ليلة استشهاد الإمام زين العابدين بمشاركة الرادود صادق التوبلاني وسط مشاركةٍ متميزةٍ من أهالي القرية الذين حضروا لتعزية الإمام صاحب العصر والزمان، فيما انطلق موكب الزنجيل في اليوم الموالي بقيادة الرادود عبدالأمير الستراوي.
أجواء القرية الحزينة بانت واضحة المعالم من خلال اللافتات العزائية التي عُلقت في الشوارع والطرقات، كما شاركت المضائف الولائية في توزيع المأكولات والمشروبات على حب الإمام السجاد.