مات .. انقلبتم للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

ضجَّ الفراق/ الأمسُ وارتدَّ الصدى
للتو نفقد في الهداة مُحمَّدا

للتوِّ كان بحجر حيدر مغمضا
عيناه .. ما أبقى لعينٍ مشهدا

ما بعد إغماض الأمين على الدنا
ما من أمين للدنا قد أُسندا

من بعد فاطمة .. وصوت لحاقها
يدعو إليك أبي .. لحقتك مُقتدى

ما عاد فينا موعد لأحبة
طلب اللحوق سعى بنا كي نفقدا

رحل النبيُّ المنتهى في دربنا
ما بعد هذا المنتهى من مبتدى

يترجَّلُ الأمِّيُّ عن تفقيهنا
تأديبنا .. وعليه لن نتعوَّدا

فالجاهلية طبعنا ومزاجنا
وثقافة أنّا بها كُنَّا سدى

أنَّا غثاء السيل يصعد حينما
نغدو لمنحدر الوهاد الموردا

جرح رحيلك سيّدي يذكي الأسى
والفتق فينا لاهب كي يبردا

طعن بنا هذا الرحيل لأننا
من حاد .. لا من أكمل اليوم الحدا

مات انقلبتم .. وصفنا .. ومعادنا
ومع الرحيل لقد ضربنا الموعدا

مات .. انقلبتم .. قيل مُتُّم قبله
لكن جثَّتكم تطيق تمرُّدا

تعصون أحمد في الوصايا كلها
إذ عنه صرتم تطلبون المقودا

جرح الرحيل مضاعف بوجودكم
لا شيء يشبه أحمدا كي نحمدا

أوهام تشبهكم .. تُسمَّى دينه
أسماؤكم ملكت .. وطه أُفرِدا

نبكي عليه .. لأننا في غربة
من بعد موت مبلِّغ قد أُجهدا

ولنا تغرَّبَ .. صار يحمل وحيه
كتف ارتقاء .. ما هوى ليس الهدى

ولنا تغرَّب .. قال: أجهل أنَّ لي
وحياً غليظا .. في الوجوه تسوَّدا

نادى .. تركت لكم .. وقال جحودهم
لا ما تركت .. وقد تركت لنجحدا

ولقد تركت .. تركت كي تقصى على
ما قد تركت .. وكي نعيش تسيُّدل

غض رحيلك سيِّدي في تركة
هي جمرة .. ترمى لكي نتوقَّدا

فارحل .. فأنَّا الرحلون .. وبعد ما
جئنا .. عرفناك الغياب الموجدا

شارك برأيك: