في سؤال طرحه البعض هل المآتم دور عبادة؟ وأسئلة أخرى تتعلق بالمآتم.
نعم المآتم دور عبادة، فلا تقتصر دور العبادة على المساجد والجوامع. فكل مكان تمارس فيه العبادة هو دار عبادة.
أما كيف تكون المآتم دور عبادة، فذلك لأن الإمام الصادق ع قال (( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا ذكرنا ))، فإحياء ذكر أهل البيت ع امتثالا لأمرهم وهم أهل التشريع ومهبط الرسالة عبادة، لذلك تجد المآتم التي خصصت لإحياء ذكرهم، رافدا مهما وأساسيا لنشر تعاليم الدين، وحث الناس إلى ممارسة أحكام الدين وعبادة الله، بالسير على نهج محمد وآل محمد.
فالجلوس في المآتم لاستماع الوعظ والإرشاد عبادة كبيرة، خاصة إذا كان الخطاب يتعلق بالإصلاح الديني والاجتماعي والثقافي، فهو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك لا يجب أن يكون حضورنا فيها مجرد حضور فقط، ولا يكون الخطيب مجرد مثير للمشاعر، فهو مبلغ رسالي قبل أن يكون مثيرا للحزن.
وأما الإطعام في المآتم، فهو يدخل من باب البذل والعطاء في إطعام المؤمنين، حيث وردت روايات كثيرة في استحباب الإطعام، فكيف إذا كان في سبيل الله في إحياء ذكر محمد وآل محمد ع ، نعم الإسراف والتبذير مرفوض شرعا سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، وكذلك ليس هو الأساس في إحياء الذكر.
وأما البكاء واللطم في المآتم، هو إظهار الحب والولاء لمحمد وآل محمد، ومن حق المحب أن يبكي على فقد أحبته، فكيف بهم إذا كانوا هم سادات أهل الأرض، وجرت عليهم الدنيا بالويلات والمحن.
نعم المآتم دور عبادة؛ لأنها منبعا ومصدرا ورافدا للدين في أن يصل إلى الأجيال المتعاقبة، وحمل الرسالة بشكل مستمر، وهي من أعظم المسؤوليات التي يتحملها أتباع أهل البيت ع.