دهشة القتل للأستاذ سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068مـا دخـل قـتـلـك غـفـلـة بـبكائـي
عـبـدالـكـريـم أصـبـتَ عـلّـة دائـي

يا دهشة في الموت صـدَّقْنَـا بـهـا
أنَّ الـقـريـب الـطـيـف أبـعـد نـائـي

أنَّ الـنـسـيـم نـحـسـه مـتـجـرِّحـا
وعــلـيـلـــه إنْ مـرَّ كـذبـــة رائــي

ونسيمـك الـدمـوي يـجـرح دائـمـا
لـنـسـيـمـك المعتـاد فـي الأرجـاءِ

كُـنَّـا نـظـن وأنت تـمـرق وسطـنـا
بــبـشــاشــة عـفــويــة الإيــحــاء

أنَّ الـبـشـوش مـخـلّـدٌ مـا بـيـنـنـا
فـلــذاك عـشـنــا أكـبـر استـرخـاءِ

وإذا بـقـتـلـك صـدمـة .. مـتـخـيَّـلٌ
يــجـــتـــرُّ لا مــعــقـولــه بـجـفــاءِ

عبدالكريم؟! أذاك من قتلـوا لـنـا؟!
أنّــا أُصــدِّقُ فــيــه مــوتَ عـفـاء؟!

فـي وجـهـه كـل الجمال مـحقَّـقٌ
والــمــوتُ لا يــدنــو لـوجـه بـهــاءُ

فـالـوجـه ذاكــرة لـنـا مـحـفـوظــة
تمحو الممات بـلـحظـة استدعــاءِ

فـلـم الـمـمـاتُ أراد دهـشتنـا بـه
وبــطــيـفــه لا كــلــفــة لــلــقــاء

ما زلتَ تطرفُ بـالعيـون ورمـشهـا
لـتــراك أوضـح مـن سـطـوع ذُكَـاءِ

بـل دون لـيـل مـقـمـر لـهـيـامـهــا
لـتـميـز وجـهـك ساعـة الـدهـمـاءِ

إنّــي أراك مُــغَــسَّــلاً ومـكــفّـنــا
والـجسـم نجع الـقـتـلـة الـحمـراءِ

في مسلخ التعذيب كبش ظلامة
والـجسـم مـسلـوخ كسلخ الشاءِ

والـدفـن سـرا كـان مطلبهم لكـي
يـخـفـوا الـجـريـمـة عـادة الـجبنـاءِ

لـكـنْ لأنَّـك مـن تـشـف مـصيـرنـا
وتـجـبُّ فـعـل الـقـتـلـة الـشوهـاء

آلـيـتَ إلاَّ كشفَ ظـلـم جـمـالـكـم
فـي أعـيــن نـظـرتـك كـحـل جـلاءِ

فصدمتنـا بـالـسلـخ في فخذ وفي
بـطـن لـيـسلـم وجـهـكـم بـصـفـاءِ

لـتـكـون شـاهـد جـرمـهـم وفخارنا
أنّــا نـــقـــدَّمُ أجـمــل الــشـهــداءِ

مـن كـان فـخـراوي يـؤنـق اسـمـه
لـسـجـل مـن قـتـلـوا مـن الأحـيـاءِ

هـو فـي الـقـرابـيـن امتياز فـخامـة
عـجـزت عـلـى الـدخـلاء والـلقطـاءِ

مـن كـان فـي الـقـراء يشري كتبه
أو دمُّـــــه قــــد راق لـــلـــقـــراء؟!

فـلـيـقـرأ الـمـتـجـاهـلـون حـقـوقنـا
أنّــا نــقــدِّم صــفــوة الــنــجـــبـــاءِ

 

الأستاذ سلمان عبد الحسين.
في ذكرى استشهاد الناشر المعروف عبدالكريم فخراوي بتاريخ 10 أبريل 2011م، وهذه قصيدة تحاكي وجع استشهاده وصدمة الناس بنبأ الاستشهاد في حينه.

شارك برأيك: