كما قال الصادق الصدّيق الأكبر محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه “ما منا أهل البيت إلا مسموم أو مقتول”، قضى أبي محمد الإمام الحسن بن محمد العسكري عليه وعلى آبائه سلام الله صريعاً بالسم على يد المعتمد العباسي الذي أمعن في التضييق والتشديد على الإمام وحاشيته.
وعلى العهد دائماً وأبداً، نصبت مآتم قرية النويدرات مجالس العزاء حزناً وألماً على هذه الذكرى الفجيعة التي رحل فيها الإمام الحادي عشر من أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين الإمام العسكري سلام الله عليه.
المنابر الولائية لآل محمد تحدث في هذه الليلة الفجيعة عن مصاب الإمام وتطرقت إلى عدة جوانب من حياته الشريفة، والظروف التي أحاطت به خلال فترة الحكم العباسي الذي أمعن في التضييق على الإمام بشكلٍ خاص وأهل بيته والمقربين منه بشكلٍ عام.
موكب اللطم انطلق بدوره بعد الفراغ من المجالس المباركة في عموم مآتم القرية، بمشاركة الرادود حسن أحمد الهدي الذي ألقى على مسامع المعزين قصيدةً تُخاطب آلام الإمام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
وبالرغم من انقضاء شهر صفر المظفر إلا أن معالم الحزن والأسى ما زالت واضحةً على وجوه الشيعة الموالين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء لصاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف بمصاب أبيه الإمام العسكري الذي تحمل شتى صنوف الظلم والاضطهاد.