هو العام مثل الزهر إذ يتفتَّحُ
ومن خلفه العام القديم يلوِّحُ
يقول وداعاً .. ربَّما كنت شوكة
لمن لامس الذكرى .. أنا كنتُ أجرحُ
وقد أغتدي بعد المُضِيِّ بحسرةٍ
كمنديل أيتامٍ إلى الدمع أمسحُ
وقد أغتدي عطرا يفوح تجاوزا
لعام جديد .. والجديد يطوِّحُ
أنا زهرة القبض التي وَرِقَتْ على
طيوفٍ لأحلام .. وفي القبض أنزحُ
تقولُ وريقاتي ذبلتُ لعامكم
جديدا .. وفي أقسى المزاد سأُطرحُ
ليطَّرح العام الجديد بقوة
بأوراقه الحبلى التي تُتَصفَّحُ
فقوموا لشمَّ العطر .. جاء جديدكم
بفوح وما أخشاه أن تترنحوا
فيا عامنا الآتي وفي الغيب علمه
وفيه فضاء قد يضيق ويفسحُ
ترفق بنا .. إِنَّا بأحلام طائر
وأجنحة للسلم للعام تجنحُ
قِنا من خفايا الموحشات تطيُّراً
وكن مثل نجم ساعة التيه يُلمَحُ
ومثل جمال الزهر من دون شوكه
فإنا قطافٌ .. فرصة حينَ تسنحُ
سئمنا ضياع الأمنيات وعمرنا
وما العمر إلاَّ صوت طير يُصوِّحُ
إذا ما خلتُ منه البلابل نغمة
فقد تنشز الأرواح واللحن يصدحُ
وندري يقود الأرض نعق غرابها
وفينا إذا غنَّى يقالُ موشَّحُ
وغرباننا السود التي تستبيحنا
تقول لنا من رعب صوتي سبِّحوا
وها نبدأ التسبيح .. يا رب بالمنى
تكفَّلْ .. فما فينا الإناء سينضحُ
إذا لم تكن غيثا وغوثا بغيمة
لها مطر مثل الموسيقى ومطمحُ
مع الله إذ نخشى شرار عباده
وذا عامنا الزهري إن شاء مفرحُ
وذا عامنا الزهريُّ لو بحروبهم
يقول أناكم كنتُ ساعة أمنحُ