خلّد الصبر والإيمان ذكراها، ورسم التقوى والورع صورتها، وتملك حب الحسين كيانها، فرفع الله شأنها وقدرها، وغدى اسمها مناراً يستقي منه المؤمنين مفاهيم الحب والولاء، إنها السيدة الجليلة فاطمة بنت حزام الكلابية المعروفة بأم البنين، صاحبة المواقف المأثورة والدروس العظيمة.
وانطلاقاً من مبدأ إحياء أمرها، أقام أهالي قرية النويدرات مجالس الذكر والعزاء للتعريف بفضل ومكانة هذه المرأة العظيمة، ولاستدرار الدمعة الواعية على مصابها الجلل حتى تتحول إلى شمعةٍ منيرةٍ تضيء درب من عشق وهَامَ في أهل بيت النبوة عليهم السلام.
وقد أقيمت المجالس العزائية في جميع المآتم ما عدا الجمعية الحسينية، وبمشاركة عددٍ من رجال الدين والخطباء الذين استعرضوا لمحاتٍ متفرقةٍ من حياة أم الأقمار الأربعة، سيما موقفها المشرّف مع سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام.
فيما انفرد مأتم البربوري بإقامة سلسلةٍ من المجالس عنونها باسم “ليالي أم البنين”، ابتدأت من ليلة الوفاة التي صادفت ليلة الجمعة الموافق الأول من شهر مارس، واستمرت حتى ليلة الخميس المصادف يوم الثامن من ذات الشهر، شارك خلالها ثمانية خطباء متنوعين في طرق الطرح والأسلوب.
في المقابل، افتتحت المضائف الولائية أبوابها لتقديم المأكولات والمشروبات على حُب أم البنين عليها أفضل الصلاة والسلام. ومن الجدير بالذكر إن مضيف الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف أقام مجلس تعزية بمسجد الشيخ أحمد ظهر يوم الجمعة، عقبه توزيع وجبة الغداء على الشيعة الموالين.
السلام عليكِ يا زوجة وصي رسول الله، السلام عليكِ يا عزيزة الزهراء عليها السلام، السلام عليكِ يا أم البدور السواطع فاطمة بنت حزام الكلابية، المُلقبة بأم البنين وباب الحوائج، أشهدُ الله ورسوله أنكِ جاهدتِ في سبيل الله، إذ ضحيتِ بأولادكِ دون الحسين بن بنت رسول الله ، وعبدتِ الله مخلصةً له الدين بولائكِ للأئمة المعصومين عليهم السلام، وصبرتِ على تلك الرزية العظيمة، واحتسبتِ ذلك عند الله رب العالمين.
السلام على ام البنين، السلام عليك يامن اختارها الله زوجةً لأمير المؤمنين عليه السلام، السلام عليكِ يامن اختارها الله اماً للحسن والحسين عليهما السلام،السلام عليكِ يامن كانت اماً وفت بتربيتها لأولاد امير المؤمنين عليهم السلام، السلام عليكِ يامن فدت الأربعة لنصرة الحسين الشهيد، السلام عليكِ ياوفية لمحبة الحسن والحسين عليهما السلام، وعلى بعلك أمير المؤمنين وعلى ابي الفضل العباس الذي فدى العين دون الحسين عليه السلام.