ألم أقترف حبَّ الإمامة عن عمدِ؟!
إذن.. أنا في الغايات.. أفصح عن قصدي
وقصدي عليُّ يوم رفع فقاره
قبلت لهذا الحب أصبح كالغمدِ
متى فرغ الكرار من حرب عشقنا
فنحن له الأغماد في ساعة الصدِّ
ونحن له الأجناد .. أوَّل شوطنا
نموت بهذا الحب عن آخر العهدِ
عليَّ .. لأنت الحرب في الحب برّزتْ
وسيفك مشق القلب بالسنِّ والوردِ
ولم ترضَ عنا مخمليٌّ فوادنا
إذا لم يكن درعا .. فما في الهوى يُبدِي
وإنْ جاء صعب الحب يطلب ردَّنا
بدون ادراع القلب نعجز عن ردِّ
وإن شئت ما كان الفقار بسنه
ولكن غدا قلب الوصي مع الحدِّ
فإن لم نكن حداًّ فإرهاف قلبنا
خواء كطبل فارغ خاف من جلدِ
عليٌّ إمام الحبِّ في الزمن الذي
نعيش به القهر الذليل من الوجدِ
ودون ادّراع .. لا التحام بحيدر
ولا بهوى نحياه بالخوف عن بعدِ
عليٌّ هو الميدان .. مجنون حبه
يرى سيرة الميدان في الغي والرشدِ
يراه اقتحاما .. سورة بعد هدأة
وموج انتضاء بعد موجات للرصدِ
يراه جنونا مشرئبا بحكمة
لها صيغة السنين من سيفه الفرد
يرى في انقضاض الحرب شرط صلاته
فهذي صلاة الانقضاض على الشهدِ
يراه مع الأضداد وهي نفيسةٌ
بذات لها كنهٌ أبت مشهد الضدِّ
عليٌّ عليٌّ .. في الجزيئات صورة
لها صمد فرد سيقرأ بالعَدِّ
ويقرأ تفصيلا ويقرأ مجمعا
ويقرأ في الإخلاص من سورة الحمدِ
ويقرأ كليا .. شظايا حروبه
على الجسد المنزوع منها لفي وقدِ
ويقرأ في المحراب .. أن قاب قوسه
سيدنو له العرش المباهل في السُّجدِ
ويقرأ زوجا فاطميا مخمرا
بفاطمة حباًّ إلى أجمل الولدِ
عليٌّ هو المعنى اختراعا مؤجلاً
إلى حين قدح العقل من وحيه الصلدِ
إلى حين أن تختار أحلى صفاته
مصوَّبة بالفوز في لعبة النردِ
فأنّا سترمي ثَمَّ وجه عليها
ينادي بلغت الاجتياز بلا جهدِ
فإن جئت بالمعنى الجديد إلى الهوى
فقل يل عليٌّ أنت مهدي إلى لحدي