مسد العروج للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

مسدُ الطريق مع العروج يحلَّق
فمن الأذى بمحمَّدٍ ما يعلقُ

قد كان يعرج بالبراق وقد طوى
لعقيدة هي في الخصومة بيدقُ

في ليلة سقف السماء بعرشها
هو بالغٌ .. والمنتهى لا يغلقُ

لكن بهذا الطي عند عروجه
فهناك .. في أرض الأذى ما يُحرقُ

صنم تكاذب في التأله عندما
قد كان في القابين قوسا يخرق

إلب تحشّد .. بالتسكَّعِ قائلا
إنَّ العروج ممسّدٌ ومطوَّقُ

جبل الهموم وكان من واد طوى
هو مذ رأى هذا التجلّي يُصعقُ

والنهنهات تنهدَّت برسلوها
فغدت عصافيرا إليه تُزقزقُ

يا رحلة الإسراء والمعراج مِنْ
بعد العنا .. فرح الوصول محقَّقُ

فرح الوصول بأنَّ أجنحة الملائك
إذا تلازم رحلتيك تصفِّقُ

وتقول يا مسدا وضعت كشوكة
أنا زهر هذا الشوك .. جنحي تعبقُ

وتقول: ما كان النبيُّ بساحر
سحر العروج عليه من يتخلَّقُ

كل السماء ملكن فائص سحره
ما اثاقلت بالهم .. سحرك أرشقُ

ولقد بقي قاب .. ويوشك بعده
عقل البغاة من الجنون يُخندقُ

ليكون أحمد خير مجتاز إلى
الأقواس .. فالأقواس عبدٌ يُعتقُ

يا أحمد المجتاز ظلم حظيرة
لحظيرة فيها لأنت المطلقُ

ما حيَّزوك بأن غدت رجلاك بالإدماء
من درب سلكت ستعلقُ

فقد تكعَّب دفق جرحك جاعلا
هذا الأديم بعرش ربِّك يوثقُ

وهدية الرحمن من بعد الأذى
معراجكم .. بأذاك ليس يُحدِّقُ

ما هُنتَ عند الله إذ ناجيته
قد هنتُ عند الناس .. دمعك يشرقُ

فيضيء ساح العرش .. إنَّ همومكم
لقطافكم صعدا لربٍّ يعذقُ

وهمومكم مولاي في تفاحة
كانت بنطفة فاطم ما يورقُ

فأكلتها تفاحة وتشجّرت
قدر الهموم .. فكل نسلك مونقُ

يا أحمد .. أن يا عليُّ معارجا
أن فاطم .. وهي البراق الأسبقُ

فكساؤها هو من قماش براقكم
ولذا البراق لسان صدق ينطقُ

ويقول: ما صعد البراق إلى السما
إلا لأجل كساء فاطم يلحقُ

يمتاز نطفتها بتفاح كما
بدثار منجبها .. فلا يتمزَّقُ

فهو البراق من الكساء تمثلا
غطى الهموم وأهل بيت صدَّقوا

معراجُ طه الاصطفاء تسلسلا
في الولد .. بالأكوان بونا يفرقُ

إن قلت سدرة منتهى قل فاطما
وعلي حاملها .. لذا تتعملقُ

وتخاطر الأقواس ملعب بيتهم
والقاب في الحسنين صعدا يشهقُ

أو ما جرى جبريل .. وهو ملاعب
لكليهما .. هو في الحقيقة يُرهقُ

يستشعر الأقواس ساعة ركضه
والقاب والبيت الذي يتعشَّقُ

فيقول لست بلاعب .. لعبي مع
الحسنين حرقي .. فالمُلاعبُ أملقُ

فمتى جناحي اجتازها أقواسهم
في ملعب الحسنين صعب أعتقُ

وملاعب الحسنين جبَّار السما
أقصى حدود القاب ساعة يمرقُ

نهنه محمد رحلة المعراج عن
كل الأذى .. والولد كون ملحقُ

عن فاطم .. عن حيدر .. عن مشهد
الحسنين .. عالمك الجميل الأليقُ

وعن النبوة في امتداد إمامة
حبلاً بعصم للسما يتعمشقُ

ويقول: معراج الرسول وبَعْثُهُ
وعوالم دون العوالم تفلقُ

هو حبل عترته المطاول للسما
وكساؤهم بالفيض لما يغدقُ

شارك برأيك: