وَامدَدْتُ باعي أراهُ متى
بِكِلتا يَديهِ يَضُمُّ اليَدَ
مَدَدْتُ وَنادَيتُ يا صاحِبي
إلى فُرقةٍ قد يَطولُ المَدى؟
فَأقبِلْ وَدَع عَنكَ تَقْطيبَهُ
أيا حِرزَ سَعدٍ بِدُنْيا الرَدى!
وما العَيشُ إلّا بِصَحْبٍ لَهُم
بِجُدْرانِ قَلبي جَميلَ الصَدى
أحبَّاءَ لَيسوا بِأصْحابَ لي
وهـُم أهْلُ خَيرٍ لَهـُم يُفْتَدى
إذا قُلتُ “ضيقًا” أتوا دُفْعةً
يُلبُّونَني إن دَنا أقْبَلا
فَديْتُ الإخاءَ الذي قد أتى
بِحَقلي كَقطْراتِ غَيثِ النَدى
فَأقْبَلَ في كَفِّـهِ وَردَةً
فَهُو حَقْلُ عِطرٍ كَما مُنْتَدى
سَفينٌ على مَوجِ هَـمٍّ عَلا
وَرُبَّانُ غَرقى بِـهِ يُقْتَدى
أتى قائلًا: “إنَّ عَيشي هَنى
فَيومي جَميلٌ كَما هُوَ غَـدَ”
لِأصْحابيَ العَينُ تُهْديهُمُ
فُؤادًا وَروحي لَهُمْ لِلفِدى
تَعالوا لِنرْمي سِهامَ الأمَل
على صَدْرِ هَمٍّ فَيَذهَبْ سُدى
تَعالوا لِنجْمع صَداقاتِنا
بِصُنْدوقِ حُبٍّ كَكنْزٍ غَدى
تَعالوا نُواري دُموعَ الغَدِ
وَإن رَغْدُ عَيشٍ غَدًا ما بَكى
بِهُـم صادِقُ الآلِ أوصى وَذا
أحاديثُـهُ بَل كَلامُ الهُدى