مولاي .. شعبنة للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

اليوم أفرح للحسين وأكتبُ
ولد الذي أنا دونه المتخضِّبُ

إن الفضاء مسيّج بالحزن مذ
قلت الطفوف بأفقنا لا تغربُ

أحتاج فسحة فرحة لحسينِنا
فرح بأنفاس تروح وتذهبُ

فرح إذا ذكروا فإنَّ شهيقه
وزفيره البحر المنهنه يُشربُ

فرحٌ إذا نزلت دموع محمَّدٍ
أجل الحسين .. لمحوها .. أنا أنخب

وأقول أشربها .. وأكتم خلفها
سرَّ الندى في الخدِّ إذ يتصبَّبُ

يا بيئة الحزن التي أنا آسرٌ
نفسي بها .. إنَّ المكانَ مسرَّبُ

يا بيئة صنعت جميع صفاتنا
فرح إذا يمشي بها هو أحدبُ

أأكون في فرح الحسين بكربلا
وتوارد البيئات تهتف يثربُ؟!

وتخاطر الأنفاس نادى دُلَّني
بيت الوصي .. وحيث يوجد ملعبُ

فببيت فاطم والرحى بمكانها
وبباحة البيت الفضاء الأرحبُ

سترى ملاعب فرحة مخبوءة
باسم الحسين .. ضميرها يتوَّثبُ

ويقول: أقصر يا دعيَّ الحزن ..
أقصر ..
ما هنا جسد الحسين يُترَّبُ

إنِّي أرى جبريل يجنح دائما
صوب الحسين .. فما لسهم صوَّبوا

وأراه رقَّ به الجناح كغيمة الأفراح
فوق البيت ليستْ تنضبُ

وأراه من فرح به الحسنان نادى
أنتما جنحاي كيف سأحجبُ

ومسافة العرش الذي أنا بالغ
هي وسط بيت علي إذ أتحبَّبُ

متحبِّبٌ لك يا حسين فإنك الزلفي
التي فيها لربِّيَ أقربُ

قد قال عنك الله خذك إليه
واتركني
دنوَّك منه عرشي يسحبُ

فأنا أغالب في الحسين للثمة
وإذا بها بمحمَّد تتسبَّبُ

وحسين يغلب في الهوى متردِّداً
وأنا المحفَّزُ فيه .. حتما يغلبُ

****

هذا أنا صنَّعتُ بيئة فرحة
من خارج الأقواس سهمي ينشبُ

فيكون غرس الزهر لا سهما رمى
فالسهم في القاموس عندي عقربُ

أما فضاء الزهر ساحة عطره
الفواح .. وهي بحجم كون يتعبُ

مولاي .. شعبنة .. وشعبنة لها
في خافق الأفراح ما يتوجَّبُ

ولها خيال خارج الدَّم سارحٌ
ما شمَّعوه بنزف جرح يشخبُ

بل أطلقوه كمثل خيل لازمت
برَّية .. فيها المناظر تخلبُ

والخيل ما كانت نداء ظليمة
كانت براقا .. والنداء تطرَّبوا

وعلى لجام شاء لجم صهيلها
فرحا بأيام الحسين يُلبَّبُ

فلتخلعوا هذا اللجام كخلعه
أيام قام من الظليمة يندِبُ

ولد الحسين .. أقول:
وقد ولد الحسين ..
لم المخاطب بالنداء مقولبُ

ولد الحسين .. لقد بكاه محمد
وفرحتُ .. نسخ بكاهُ
هل أنا مُذنبُ؟!

ولد الحسين .. ولم يكن في كربلا
هو مشرق .. فلما صداه المغربُ؟!

يا سوء عادات المحب إذا هوى
نزقا بحزن .. وهو ما أتجنَّبُ

يا سوء عادات المحبِّ معاكسا
فرحا بحزن .. خلَّكم لا يُطلبُ

فالخل في عسل الهوى من فرية
أنَّ المحبِّ على الحبيب يُجرِّبُ

أو ما سمعت بأنَّ جند الله من
عسل؟! ..
هو الفرح الذي لا يُرغبُ

أو تستحي قمرا تنادي باسمه
والعين دون رؤاه ضوء يُسلب؟!

يا صاح .. قد ولد الحسين .. فقل ألا
أهلا بمقدمكم .. وعطرك أطيبُ

وجمال هذا الكون تكويرا ألا
من نور وجهك جاء .. ليس يُغيَّبُ

ولأنَّ تدثَّرك التراب لغفوة
شربتك قهوة نابه لا يَثْئَبُ

فاليوم وقت ولادة ما حُيِّزتْ
بمكانها وزمانها إذ تطنِبُ

قد كنت محض ولادة يا سيِّدي
حتى دماؤك مولداً لك تُحسبُ

شارك برأيك: