أحدث المواضيع

ردت شمس العباس للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

لا يشبه العباسُ إلا حيدرا
ومع الحسين فقار حيدر قُدِّرا

العشق ذو السنين ميلادا غدا
متقدم هذا وذاك تأخَّرا

في ثالث جاء الحسين تآزرا
مع رابع العباس لمّا استوزرا

وأخال عبّاسا يُقدِّمُ مولد
السبط الشهيد لكي بحرب يبدرا

فهما كسنيِّ الفقار تأرجح الميلاد
بستان يلاحق بيدرا

وهما كسنِّي الفقار بحربهم
قاما على اسم الوصيِّ تصدُّرا

عباس ينضج حرب صفين إذا
ما الطفل فيه لحرب طفٍّ حُضِّرا

نضجت على زنديه .. تفتل شمسه
الأولى .. لشمس الطف ساعة أقمرا

فبشمسه الأولى .. وحيدر شاغل
أرض الجهاد بما أصاب وما فرى

ردت له الشمس التي كانت على
وعد الصلاة جهاد حيدر في الورى

والحال أنَّ الشمس ما كانت سوى
العباس وجها يستردُّ ليأزرا

ولكي تتمُّ صلاة من صلُّوا على
صولاتهم .. والشمس في حال الكرى

صلَّى عليُّ بندبة العباس ذا
عن ندبة الشمس استجاب لينصرا

****

عبّاس عن شمس الطفوف بقيضها
قمر القيامة كان كي لا نذعرا

فالطفُّ في وجد النساء كمحشر
والموت فيها جاء حشرا أكبرا

يختارها العباس ليلا مؤنسا
ليكون مأنوسا لمن فيها سرى

عن كسف شمس لا تردُّ بعاشر
من بعد ما قطرت نجيعا أحمرا

من بعدما قد أطفأت عينيه قالت
بعد إطفاء لها لن أبصرا

من بعد ما أكلت زنود شعاعه
قالت: شعاع الشمس جاء ليبترا

فالشمس في صفين ممكن ردِّها
من وجه عباس الذي قد دوّرا

والشمس ما ردت بيوم طفوفها
فالرأس مفضوخ فراتيا جرى

وأنا أزمُّ الحزن .. أشرب نخبه
وبفرحة العباس جئت لأسكرا

فالحزن ما كان البضاعة إذ أتى
شعبان .. حتى في المسّرة يشترى

أشري لعبّاس بكيل الشمس في
حضني .. أنا الميزان لستُ لأخسرا

أشري لعبّاسٍ ليقمرنا ليلنا
أنساً يعتِّقُ للضياء مخمِّرا

أشريه لو بعت الأنام وكيلهم
أهواه ميلاً لست أهوى مضمرا

من يملك العباس يملك أنسه
أنس الحمى والأمن فينا قتّرا

أنس الوجود بأن كل وجودنا
رهن بكفٍّ في العطاء تشجّرا

لا يشبه العباس غير صفاته
البكر التي نسخت وجودا منكرا

من كان شمسا كان يملأ قحطنا
حقل السنابل فيه قمحا أسمرا

ومن اغتدى قمرا فآخر همنا
إنْ طلَّ ليل لا يُطاق تخيَّرا

هو دورة الأيام فينا .. أكملت
زمن النقائص بالتمام تكوُّرا

اليوم قد أكملت بالعباس من
دين المروءة مبدأ قد أقسرا

وكذاك قد أكملت بالعباس من
عشق المسرَّة كلَّ أنس صودرا

بعليَّ تمَّ الدين حدَّ تفايض
وبابنه العباس شعَّ وأزهرا

والأنس في شعبان عن أنس حوى
كل الليالي البيض في كل القرى

لا همُّ لا حَزَنٌ .. ولا من مأتم
إلا المآتم للفرائح منبرا

هو ذلك الفرح المقارن دائما
بالحزن .. قارع حزننا فتأمّرا

نادى بكل كتيبة من فرحة
لك زند عباس بماءٍ أمطرا

لك قربة قد جمَّعت أحلامنا
ما أهرقت بالسهم لمَّا أوترا

بل صبَّبت ماء ببارد سكبه
فوق الرؤوس إذا حمت كي تغفرا

لتكون بالعباس أول قربة
للسعد .. فيها الماء طير طُيَّرا

فأحال من منع الغمام سقاية
العباس .. إذ ما كان كفا أبترا

بل كان عباس لفاطم منحة
ولنا .. وكان الحوض .. كان الكوثرا

شارك برأيك: