لا شيء يصنع كالحسين معاني
هو صانع الإعجاز بالإمكانِ
هو ممكن جسدا يداس .. وفكرة
فهو المجرَّدُ .. من إليه يداني؟!
هو ممكن الرأس القطيع على القنا
لتمام هذي الأرض في الدورانِ
رأس بصورة مصحف مترتِّلٍ
فالرأس دون مصاحف قرآني
هو ممكن سلب الردا عن جسمه
عار ويكسو الأرض بالإحسانِ
وهو العفير وذاك أمر ممكن
لكن .. لأرض كفتي ميزانِ
هو ذلك المخذول من مستنصر
إياه .. وهو بقمَّة الرجحانِ
وهو المبضَّع بالسيوف .. وعكس ذا
هو فالق في الناس كالفرقانِ
هو صانع الأضداد حقد قد طغى
وجنون حبٍّ فوق كل رهانِ
دون الحسابات التي قد مسطرت
لقياس هذا الحب بالهذيانِ
واليوم والميلاد يشرع دمعة
المختار في فرح كسرج حصانِ
سأقول أضمن في الحسين مشاعرا
لم تُعطَ للأفراح أي ضمانِ
بل صودر الفرح الذي يجتاحها
ويقول: هيت لكربلا بسنانِ
سأقول والإعجاز في إمكانه
فرح بحجم أريكة وأماني
حيِّ الصهيل لخيل فرحتنا التي
تركت نداء ظليمة ليعاني
تركت لأحمرها النجيع بأنَّ يرى
دمه المهيِّجُ من عمى الألوانِ
ويرى الحسين بروح أقواس من
الأفراح ألوانا وعزف كمانِ
وجمال أنغام الكمنجة صدَّرت
اسم الحسين بأعذب الألحانِ
ما لا يطاق تحمُّلا بمُحرَّمٍ
سيطاق بالأفراح في شعبان
ما كان حزنا والمعاني واستمهلت
حدباءها شحذا إلى السيقانِ
سيعود أفراحا وجذع نخيلها
سيقول سمتي هامة المزدانِ
ترف المعاني في الحسين كثيرة
لكن بلا ترف مع الحيرانِ
ومحيَّرُ الأفراح بالأحزان لن
يجد السبيل لمسك أي عنانِ
هو في الصهيل مُشبَّعاً كلَّ الصدى
والسمع صار لحيرة سمعانِ
سمع الظليمة وهو سمعُ مُعتَّقٍ
سمع الفرائح من جديد دنانِ
بئرٌ من الأصوات يصرخ يا فتى
أقصر .. فهذا البئر للطرشانِ
واسمع فرائح في الجنان تزّفها
حورية .. أنَّ الحسين جناني
وبأنَّ بيتا فاطميا أعلن
الميلاد .. ضمَّ الخلد في الإعلانِ
فالأصل في الجنات بيت عليِّها
ولنا جدائل بيته الرحماني
ولنا مناغاة الحسين نشيدة
ورضاع فاطم كوثرا بأغاني
تتفرَّع الأنهار منه بجنَّة
وتقول ساقي بالحسين حِسانِي
نادته مرحب يا حسين سقاية
المنهل الراوي من العطشانِ