أحدث المواضيع

علم الطاقة أسئلة واستفسارات (١) للأستاذ حسن كاظم

الأستاذ حسن كاظم
الأستاذ حسن كاظم

انتشر في الفترة الأخيرة في مجتمعنا علم الطاقة. وهو علم يختلف عن علم الطاقة في العلوم الطبيعية ((الفيزياء والكيمياء)). فهو بحسب أصحابه يعني الطاقة الكونية الموجودة في هذا الوجود ولها تأثير على الموجودات إما إيجابا أو سلبا.

وأصل هذا العلم هي معتقدات دينية وفلسفات شرقية قديمة خاصة الهند والصين. وهذا أول علامة استفهام كبيرة نضعها على هذا العلم.

وذلك لأنها ليست من مصدر شرعي بالنسبة لنا أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام. وهذا يعني إما أنها تصطدم مع تعاليمهم، أو يقوم أولئك بتطويع ولي أحايث وتعاليم أهل البيت عليهم السلام لمصلحة ذلك العلم وهذا ما هو حاصل فعلا من خلال تتبع بعضه. وسنلاحظ ذلك في ثنايا الكلام الآتي.

يقول أرباب هذا العلم إن الطاقة الموجودة في الكون إما أن تكون إيجابية وإما أن تكون سلبية، وعليه فالإنسان يحمل في ذاته طاقة إيجابية أو طاقة سلبية ويكتسب من الأشياء كذلك وهي ليست ثابتة فمثلا البيت الذي يعيش فيه الإنسان قد تكون فيه طاقة إيجابية ويمكن أن تتغير وتصبح سلبية والعكس، لذلك هناك طرق وسلوكيات من خلالها تكتسب الطاقة الإيجابية ويمكن التخلص من الطاقة السلبية.

وإذا سألتهم كيف يمكن معرفة أو قياس الطاقة في الإنسان أو في المكان أو الأدوات المنزلية أو أي شيء أنه طاقته إيجابية أو سلبية؟ تجد الإجابة معايير وملاحظات يختلف تشخيصها من شخص لآخر والأهم هذه المعايير والملاحظات كيف آمنتم بصحتها ودقتها ما الدليل العلمي على صحة هذه المعايير؟!!!

فمثلا لمعرفة الطاقة السلبية في المنزل يدعي هؤلاء أن تأخذ كأس ماء شفاف ليس فيه لون ولا نقش ولا رسومات غير مستخدم سابقا وتملأ الكأس ثلثه بمياه مالحة والثلث الثاني بخل تفاح والثلث الأخير بمياه نقية صافية ثم ضع الكأس في زاوية من الغرفة لمدة 24 ساعة ولا يحرك أحد الكأس في هذه المدة ثم بعدها انظر للكأس فإذا لم يتغير فهذا يعني أن الغرفة ليس فيها طاقة سلبية وأما إذا كانت في الكأس فقاعات غاز أو ألوان أو اللون الأخضر فهذا يعني أن المكان الذي فيه الكأس فيه طاقة سلبية. وعليك التخلص منها ثم بعد فترة كرر الأمر نفسه ولاحظ حتى يبقى الكأس كما هو.

ونسألهم كيف حكمتم أن هذا التغير هو اكتساب طاقة سلبية؟ هل عرضتم الأمر على أهل الاختصاص في علم الكيمياء وأثبتوا بتجربتهم وتحليلهم الميداني في المختبر أن هذا التغير ليس تفاعلا كيميائيا بين تلك المواد؟!! وأن ليس في الغرفة كائنات حية دقيقة لم تدخل وتتفاعل مع هذا المحلول السحري العجيب؟ بمعنى واضح هذا لا يستند إلى دليل علمي، من أهل الاختصاص. وقس على ذلك بقية ادعاءاتهم في قياس الطاقة.

كذلك من الأمور التي قالوا بها على سبيل المثال في الطاقة الإيجابية أو السلبية أن يعطوا أولئك المدربون والأساتذة من يأخذ علم الطاقة عندهم أورادا وأذكارا ويقولون لهم هذه الأوراد والأذكار ستعطيكم طاقة إيجابية وستشعرون بالراحة ويقولون أن من يقوم بالأعمال العبادية والروحية طاقته إيجابية ومن لا يستطيع فعل ذلك فطاقته إيجابية. أي الطاقة الإيجابية تساعدك على الأمور العبادية والروحية والطاقة السلبية تجعلك مقصرا.

بينما يقول الإمام علي عليه السلام: “إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَإِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ” وأترك لكم التعليق بين قولهم وبين قول أمير المؤمنين عليه السلام. وهذا ما ذكرته سابقا يجعلهم يطدمون بتعاليم أهل العصمة عليهم السلام أو لي تعاليم أهل البيت عليهم السلام لمصلحتهم.

ومن الأمور التي قالوا بها مراكز الطاقة في جسم الإنسان وتسمى عندهم الشاكرات السبع ودون الدخول في تفاصيلها أسأل الإسلاميين من مدربي علم الطاقة هل قارنتم بين هذه الشاكرات وبين ما شرحه ووضحه علماؤنا من أحاديث أهل البيت عليهم السلام في قوى النفس البشرية الأربع ((القوة الغضبية والقوة الشهوية والقوة الوهمية والقوة العقلية))؟!! وأيهما أشمل وأوسع وأفضل في ضبط حياة وسلوك الإنسان وما يجعله أقرب إلى الله الشاكرات أم معالجة النفس بقواها الأربع؟!!

وأما من أغرب وأعجب ما عرفته في هذا العلم هو إرسال الطاقة الإيجابية من بعد حيث المُرسِل في مكان والمُرسَل له في مكان وينوي استقبال طاقة من الآخر فتأتيه طاقة إيجابية. بل عرفت أن أحدهم كان في كربلاء عند الحرم الحسيني فصور نفسه هناك في مقطع مرئي وقال للمستقبلين له خذوا طاقة إيجابية من حرم الحسين عليه السلام سأرسل لكم ذلك. وهذا أيضا أترك لقارئي العزيز التعليق والاستفهام.

وأكتفي أنا بسؤال واحد فقط في هذا الجانب وهو ما الذي يثبت لنا أن المرسِل طاقته إيجابية وليست سلبية، ناهيك عن أين الدليل العلمي في إثبات إرسال تلك الطاقة؟!!!

ومن غريبهم وعجيبهم يقولون إن المنزل من حيث الموقع والبناء والتصميم يخضع لعلم الطاقة فليست كل المواقع تصلح ولا كل التصاميم تناسبك فقد يفوت شخص ما على نفسه منزلا ولا يشتريه أو لا يبني أرضاً لأن الموقع فيه طاقة سلبية واعتباراتهم ومعاييرهم حولها استفهامات كثيرة وما يذكره الإسلاميين منهم بعضه يتقاطع فعلا مع بعض أحاديث أهل البيت عليهم السلام وهو من آداب السلوك عند أهل البيت عليهم السلام لا من باب علم الطاقة.

وحقيقة الحديث يطول والنقاش كثير ومتشعب فأكتفي بما ذكرته سابقا وأقول لهؤلاء الإسلاميين الذين انبهروا بهذا العلم وأخذوا به قد ترون ما لا نراه في هذا العلم فصححوا لنا ما ذكرناه سابقا إن كانت الصورة غير واضحة لنا وهاتوا برهانكم من القرآن وأحاديث أهل العصمة عليهم السلام والدليل العلمي.

ولكم منا كل الاحترام والتقدير.

شارك برأيك: