لقاء مع الشاعر عبد المنعم الشايب

16692005768_2a1eb611f8_c

من أرشيف بوابة النويدرات
18 أغسطس 2010

البطاقة الشخصية:
الاسم
: عبدالمنعم عبدالله الشايب.
العمر: 31 سنة.
المؤهل العلمي: بكالوريوس علم نفس تربوي ـ فئات خاصة (جامعة البحرين).
المهنة: اختصاصي صعوبات تعلم _ وزارة التربية والتعليم.
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لابنتين ( آية، جود ).

– منذ متى أصبح لدى ضيفنا ميول أدبية؟
البداية: في المرحلة الإعدادية (الصف الأول الإعدادي) 1991م، وكانت أغلب شواهدي في التعبير الكتابي أبياتًا من إنشائي أكتبها أثناء كتابتي للتعبير، حيث كان تركيزي على القافية فقط دون مراعاةٍ للوزن فيها، حيث كنت حينها أجهل بحور الشعر وأساسياته، وبعدها تتابعت قراءاتي للشعر مستفيدا من المكتبة الضخمة للوالد العزيز في مجال اللغة والأدب.

الانطلاقة: نظرًا لتشبع قريتنا بنخب رائدة من الشعراء، كان من الصعب الظهور للساحة سوى بعض المناسبات الجانبية البسيطة أو لقاءات الأصحاب وجلساتهم، ولعل الخوف من عدم القبول كان الهاجس الأعظم الذي أخرني عن الظهور إلى المجتمع كشاعر مبتدئ كأقل تقدير، ومع بداية الأحداث وتغير الطرح في الشعر والإعلام فتحت لي أبواب المشاركة في الموكب الحسيني بفضل أستاذي وصديقي العزيز الأستاذ جواد هيات، فجاءت أولى مشاركاتي في الموكب الحسيني عام 1997م، بستة أبيات فقط، للأخ العزيز الرادود القدير علي أحمد قمبر، أذكر منها أول بيتين فقط:

سيدي والقلبُ يحوي كلّ آهات الزمان
لمصاب ظلّ يحكي تضحياتٍ وتفاني

– ما هي أهم العوامل التي ساهمت في صقل موهبة كتابة الشعر؟
لا أتردد مطلقا بأن أقول أنني مدين لثلاثة أشخاص احتضنوا موهبتي البسيطة وأخذوا يربتون على كتفي ليروها تكبر شيئا فشيئا، أولهم أستاذي العزيز: فاضل هلال الذي ضمني معه لإلقاء قصائده في احتفالات القرية وأنا في العقد الثاني من عمري، وأستاذي العزيز: جواد هيات الذي شجعني إلى الكتابة بموكب العزاء وبذل معي جهده وأهداني وقته منذ أول جرة قلم في ما يختص بالموكب، وثالثهم بل أولهم وآخرهم أستاذي ومعلمي الأول الوالد العزيز الأستاذ: عبدالله الشايب الذي وفّر لي كل الإمكانات اللغوية والأدبية لكتابة الشعر وصقل موهبتي بعناية وخاصة تأخذ طابع التحدي، إذ لازلت أتذكر نقده الحاد لي مع بداياتي منذ أن كان معلما أول للغة العربية، ولا أخفي سرا بأنني لا زلت أنهل من نقده القيم إلى الآن، حتى أنني أتعجب من استمرارية نقده بالقيمة ذاتها رغم أعباء الإدارة المدرسية، حقيقة، أعيش معه تحدّ في كل قصيدة أكتبها من باب الطرح والنقد.

– لمن من الشعراء المعاصرين تقرأ؟
لا أقرأ لشاعر معين بالاسم ولا إلى شعراء بأسمائهم، بل أقرأ الشعر الذي يفرض عليَّ قراءته ويجذبني للتمعن في أفكاره وصوره ومعايشتها دون أن أنظر إلى اسم الشاعر، ولا أنسى أن أخص هنا إعجابي الشديد بالشاعر الأستاذ جابر الكاظمي في ما يختص بالقصيدة الحسينية ذات الطابع النبطي.

– هل تكفي الموهبة لأن تـصنع لنا شاعراً متمكناً؟
نعم ! فهي الأساس ولكن يجب إبراز هذه الموهبة ورعايتها من قبل اليد التي تسعى إلى تنفس عبق هذه الزهرة التي تتفتح يوما بعد يوم لتنشر ريحها الطيب هنا وهناك، فدون الاهتمام والرعاية وقهر الصعاب من أجل البقاء بالرائحة نفسها، فلن يكفي الزهرة جمالها كي تضمن البقاء بالعطاء نفسه.

– هل هناك مسعى لإصدار ديوان يحوى إنتاجك الشعري؟
لا أفكر في ذلك، فأنا أعتبر ما أقدّمه من نتاج بسيط لا يرقى إلى أن يجمع فيطرح في ديوان يعرض للبيع على غرار الشعراء الكبار المعروفين، فهناك الكثير من الدواوين التي تخرج بين فترة وأخرى يحمل ما يحمل من الغث والسمين، وتحمل قصائد لا ترقى إلى أن يطلق عليها شعرا أبدا.

وفي هذا المجال أذكر أن هناك ديوانا وحيدا إن أستطيع تسميته بذلك، جمعته زوجتي الحبيبة ( أم آية ) أثناء فترة الخطوبة، جمعت فيه كل القصائد ومسجات الشعر التي كتبتها لها في تلك الفترة، وللأمانه شاهدته مرة واحدة فقط بعد طباعته، ودخل بعدها في جبٍّ لا أعلم أين موقعه، وكأنه حصرا لها فقط.

– إلى أي تصنيف من تصنيفات الشعر تميل: القديم أم الحديث؟
أميل للشعر الذي يستهويني، قديما كان أم حديثا.

– هل لدى ضيفنا ميول آخر غير المجال الأدبي؟
ميولي الأخرى رياضية بل كانت أهم من الشعر في بعض الأوقات أثناء فترة ممارسة اللعبة وتقتصر الآن على المتابعة فقط، وأستمتع بقراءة كتب السيرة والقصص والروايات الهادفة.

– ما أبرز أنشطة العمل التطوعي التي خدمت من خلالها القرية؟
معذرةَ، فأنا أتحفظ على مسمى ( العمل التطوعي )، لأن الأعمال التي نقوم بها تكليف وواجب من وجهة نظري، فمسألة الشعر مثلا وخدمة الموكب الحسيني من خلال القصائد، هل هذا العمل عمل تطوعي ؟ أبدا فهو واجب وتكليف بل شرف عظيم لمن يجد في نفسه الكفاءة والمقدرة، ويحق لمن يقوم بهذه الأعمال أن يفتخر إذا كان عمله خالصا لوجه الله تعالى وفي شرف خدمة الرسول الأعظم (ص) وآله بيته الطيبين (عليهم السلام)، وخدمة الإسلام العظيم بشكل عام.

وبالنسبة للأعمال التي تشرفت بالقيام بها في قريتنا الحبيبة، هي مواصلة التدريس الديني في مسجد الشيخ أحمد بعد أن كنت تلميذا لأساتذته بداية تأسيس التعليم الديني فيه، وعملت في صندوق النويدرات الخيري منذ تأسيسه ضمن اللجنة الاجتماعية، إضافة للعمل ضمن الجمعية الحسينية كعضو عامل حتى دخولي مجلس إدارتها الحالي بصفة أمين سر الجمعية الحسينية، ولا أنس تمثيلي لنادي النويدرات لفترة خمس سنوات سابقة ضمن الفريق الأول لكرة القدم.

أما العمل الذي تشرفت به ولا زلت أتشرف به وأتمنى أن يبقى أزاوله إلى آخر رمق في عمري هي خدمة الموكب الحسيني من خلال كتابة الشعر للقصائد العزائية، والأناشيد الإسلامية، والمشاركة في الاحتفالات بقصائد تختص بصاحب المناسبة ونحوها.

– ما هي الهمام التي أسندت لك في لجنة العزاء؟
عملت في فترة سابقة من خلال لجنة العزاء جنبا إلى جنبا مع صديقي وأستاذي الأستاذ: جواد هيات على تطوير الموكب وتمت خلال تلك الفترة إضافة المرسم الحسيني، وفلكلور الموكب، والأوبريتات المختلفة من وحي الفاجعة الأليمة، ناهيك عن الالتزام بكتابة القصائد والمتابعة مع الرواديد في جاني اللحن والأداء، حيث يستمر العمل الأخير معنا كشعراء للموكب إلى الآن.

– ما هي أهم معوقات العمل التطوعي؟
الأمر المحتم أن لكل عمل إيجابيات وسلبيات، وما العمل التطوعي أو التكليفي أو ما يحلو لهذا أوذاك تسميته سوى أحد هذه الأعمال التي تتعرض للنقد بأنواعه، وأشير هنا إلى أن من جند نفسه للقيام بهذا العمل فهو يعلم بعاقبته بل يجب أن يتوقع أي نتيجة لها ويكون مستعدا لمواجهتها مهما كانت، أما المعوقات التي تقف حائلا أمام هذه الأعمال وتؤثر في استمراريتها فهي كثيرة، ولكن تأثيرها ضئيل جدا، وباعتقادي أن أكبر عائق للعمل التطوعي هو انسلاخ هويته من قبل من يقوم به لأغراض شخصية أو معنوية أوغيرها، فمتى ما خرج العمل هذا عن خطه كعمل خالص لوجه الله تعالي، أصبح هذا العمل فاقدا للشرعية والهوية، فالعمل التطوعي يجب أن يكون لوجه الله تعالى وإلا فلا.

– أين عبدالمنعم الشايب بعد كل هذا؟
لازلت موجودا من خلال الجمعية الحسينية (أمين سر)، وكتابة القصيدة الحسينية، ولكنني أعترف ومن خلال هذا المنبر الحر أن عملي ضمن إدارة الجمعية لم يكن بالمستوى الذي أطمح إليه، وأعترف هنا أن بإمكان عمل الكثير وقد يكون أضعاف ما أقدمه من نزر يسير الآن، ولكن هذا ضريبة الجمع بين وظيفتين تستهلك وقتك نوعا ما، فالكتابة تأخذ من الوقت الكثير، فأنا من شعراء المناسبة، والجدير بالذكر أن مناسبات أهل البيت بأفراحها وأتراحها تمتد طوال العام، وأنا في خدمة أهل البيت أينما كنت وفي أي وقت، وعليه فإن استمراري في العمل ضمن إدارة الجمعية في الفترة القادمة صعب جدا، وحسبي أن تكون أعمالي خالصة لوجه الله وأسأله التوفيق وحسن العاقبة، وعذري البالغ عن كل تقصير في عمل معين أو غيره.

مقتطفات من بعض القصائد:
– أبيات من قصيدة ألقيت في مهرجان كربلاء الحسين بالقرية بتاريخ 7/1/2008:

الرزءُ أكبرُ من بليغِ رثاءِ
والعينُ أفصحُ من ندى الشعراءِ

هي صفحةٌ تنسابُ قافيتي بها
قدْ خطّها بالحُزنِ سيلُ بكاءِ

يومٌ كيوم الحشر في أوصافِهِ
لا بلْ هو الحشرُ من الأرزاءِ

يومٌ بهِ ذُبحَ الحسبنُ وصحبُهُ
فاهتزَّ عرشُ اااهِ في العلْياءِ

يومٌ بهِ قد غيّبُوا شمْسَ الضُّحى
وغزا ضياءَهُ جَحْفلُ الظَّـلْماءِ

يومٌ بهذا الدهرِ ليتَهُ لم يكُنْ
أدمى بجارِحةٍ بني حوّاءِ

لـ اااهِ من فاجعةٍ كانوا بها
آلُ الرّسولِ وخيرةُ الأبْناءِ

نهْبًا لأسيافِ العدى حتى غدَتْ
أجسادُهُم تلاًّ منَ الأشلاءِ

– أبيات باللغة الدارجة لقصيد ليلة العاشر من محرم 1428هـ / يناير 2007:

ونزيف امصابه جرح الْبيّه ما يِلْتمْ
من أذكر عاشر ادموعي تِهِل زمزمْ

وَوِنْ ونّ الْفقد أحبابه وِاتْيتّمْ
جمر حزني ابحشايَ وروحي يتوجّر

خلايا جسمي وابْـكل قطره امن الدّمْ
واصيح ابْحاء وسين ويـاء ونون ابكلْ

وكل أيامي أضحت عاشر امحرّمْ
وهذي كربلا اترابي الْعِـشِت بيها

– أبيات بالشعر الحر لقصيدة ألقيت في مهرجان خطابي لإحدى فعاليات اعتصام إسكان النويدرات /2008:

المِائتين
ولا أذنًا صغت ، ولا نظرةَ عين
خمسون يومًا بعد المِائتين
وهُم هنا برقابَهم .. عهدٌ ودَينْ
لثموا التراب ، قهروا الصعاب
ولم يعرفوا جَـفْـوًا وبَين
خمسون يومًا بعد المِائتين
عاشوا مع العراء ، سقفُهم السّماء
وظِلّهمُ اليدَين
خمسون يومًا بعد المِائتين
وصوتُهم ملأ الخافقين
قدْ هدَّ صيفَ العناء .. أسكت رعْد الشتاء ..غطّى البرقَ والضياء
فأطبقَ جفنَ النيرين

– أبيات من قصيدة في مدح الرسول الأعظم (ص)، أبريل/2006:

بشَرٌ فاق خيالَ الوصفِ
فالآياتُ بهِ لا تُنـكـر

قدْ جُلِّلَ حُـسْـنٌ وجـمالٌ
وعليهِ اسْمُ الله الأكبرْ

فرْدٌ من يَعْرُبَ أهداهُ
ربُّ الكونِ عطاءً أوفرْ

مجرى الكوثرِ من كفّيهِ
روضُ الجنّاتِ بهِ تـزهـرْ

كالفجْرِ يَشرقُ بالنُّـور
وأُرومةِ خيرٍ لا يُـحصـر

أشرفُ مخلوقٍ في الكونِ
صلّى العرشُ عليهِ وكبّـر

– أبيات من قصيدة ألقيت في حفل تكريم متفوقي ومتفوقات القرية، يوليو/2007:

هاهُم بنوكِ الصّيدُ يا بحرينَـنـا
جمعوا التفوّقَ والسّمُـوَّ جِـنـابَـا

بالجدّ والعملِ الدؤوبِ استأنسُوا
وكأنّهمْ فلْكٌ يشقُّ عُبابَا

فامْـتَـلـكـوا شطَّ الكرامةِ بعد ما
نالُوا بجدٍّ ما استلذَّ وطابا

بالعلمِ يحظى المرءُ ناصيةَ العُلا
ويعيشُ أعوام الحياةِ شبابا

والعلم مِشكاةُ الورى فبدونهِ
يمتدّ غيهبُ جهلهمْ أحقابا

بُشرى لكِ يا قريتي بحصادكِ
عقلٌ تلألأ يحصدُ الألقابا

ريعٌ تألّقَ في السّماء بنوره
حازَ الفَخَارَ وحيّرَ الألبابا

أكرم بأبناءِ نُويدرَ إذ غدَوا
شوقـًا لساريةِ العُلا أسرابَـا

– أبيات من قصيدة ألقيت في حفل تأبين الإمام الخميني عام 2009:

غابَ نورٌ .. أم علا نحو السماءِ
شرف الأمة هذا
ضمّه القلبُ خلودا
وثباتًا وصمودًا
قائدًا فذًّا إليه
تنحني عينُ الوفاءِ

*******

قد أتى المشرق سعيًا
يبتغي لُطف حنانٍ
مسحة منه تداوي
كلّ جرحٍ كلّ داءِ
هو في المقدسِ صوتٌ
ضج منه السامرين
في جنوب العزّ نارٌ
تصهر المغتصبين
حيثُما حلّ بأرضٍ
هزّ عرشَ الظالمين
قاضيا جرحَ العناءِ
وأنينَ البسطاءِ

*******

قالها عزًّا إلينا
ليس للذلّ أتينا
مجدُنا من ليث خيبر
أسدِ الهيجاء حيدر
وورثنا كلّ عزٍّ
من شهيدِ كربلاءِ

*******

موطنٌ باسمه يعلو
سابحًا فوق العنانْ
ليس في البيتِ لئيمٌ
أو خؤونٌ أو جبانْ
لا مجالا لضعيفٍ
يرعوي للإنحناءِ

*******

موطنُ العزة يصفو
بإباء الشرفاءِ
لا عميلا أو حقودًا
باع دمَّ الشهداءِ
لم يمت وحيُ الإمام
لم تغب شمسُ الضياءِ
للخمينيِّ وجودٌ
في عليّ الخامنائي

– في الختام أكرر شكري لكم على جهودكم المبذولة، وبارك الله في هذا العمل الذي تزينه أياديكم البيضاء المنغمسة في العمل الخيري ونفوسكم المتعطشة لخدمة هذه القرية وأبنائها البررة.

 

شارك برأيك: