نَـذْرٌ لِلغَريبِ … للشاعر علي سامي

علي سامي
علي سامي

لِأفْراحي عَناوينٌ
بَـدَتْ في شَهْرِ شَعْبانِ

فَفيها غَرَّدَ الشَهْـرُ
كَما البُلبُلْ بِأغْصانِ

أنا الفَرْحَـةْ أنا الذِكْرى
أنا البَسْـمَةْ أنا الحاني

فَقُل فيِّيْ قَصيدًا قَدْ
تَرى ضَوْئـي فَتلْقاني

وَ عَـزْفٌ سَوْفَ أسمِعْكَ
حَديثَ الشَهْـرِ ألْحاني

لِهَذا قُمْ بِتَصْفيقٍ
فَنورُ الشَهْـرِ ضَمَّاني

“حُسَـيْـنٌ” يَبْدَأُ الذِكرى
وَ “عَبَّـاسٌ” هُوَ الثاني

فَأكْبَـرْ بَعْدَ سَجَّادٍ
هُما جَمْعًا عَليَّـانِ

حَديثُ الشَهْرِ هَل تَسْمَـعْ ؟
“أتى بَـدْرٌ بِشَـعْبانِ”

فَهَذا نَصَّفَ الشَهْـرَ
بِـهِ قَدْ صـارَ نِصْفانِ

وَ هَذا سَيِّـدُ الدُنْيـا
وَ في الأُخْـرى كَسُلْطانِ

وَ في الجَنَّـاتِ طاووسٌ
يُسَمَّى كُحْـلَ أجْفـانِ

لَـهُ الأمْلاكُ خُدَّامٌ
إذا ما جاءَ صَفَّـانِ

وَ هَذا نِعْمَةُ الرَبِّ
هُـوَ الرَحْمَةْ لِـرَحْمـٰنِ

وَ ذِكْرٌ حينَ تَذْكُـرُهُ
كَآيـاتٍ بِـقُـرْآنِ

“بَقِيَّتُ خالِقٍ” هَذا
وَ ذا “حَمْـدٌ” وَ “فُرْقانِ”

“ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ الصَـدْرَ”
وَ ذا “صٌ” وَ “دُخَّانِ”

غَدى “يَـسِ” وَ “الكَوْثَرْ”
“عَبَسْ” من “آلِ عِمْرانِ”

هُـوَ التَـأْويلُ و “النُورُ”
هُوَ .. القُرْآنُ سَـيَّانِ

هُـوَ المُنْجي لِنـوحٍ بَلْ
سَفيـنٌ عِندَ طوفـانِ

وَ هَذا مَن بِـهِ يونُسْ
يُنـاجي بَطْنَ حيـتانِ

هُـوَ الآيـاتُ و الكَهْـفُ
حِمى أهْلٍ وَ شُبَّـانِ

غَدَتْ أخْبارُهُ هُدْهُـدْ
وَ خَتْـمٌ من سُلَيْمـانِ

لِأهْلِ العِلْـمِ مِصْباحٌ
هُـوَ الحِكمَةْ لِلُقْـمانِ

هُوَ التَأْريـخُ سَلْ موسى
وَ سَلْهُمْ أهْل كَنْـعانِ

وَ سَلْ إدْريـسَ سَلْ يوشَعْ
وَ سَلْ صاحٍ بِقَـرْنـانِ

فَمن “عيسى” إلى “أحْمَـدْ”
هُـوَ البُشْـرى لِأكْـوانِ

وَ لا أغْلو وَ رَبُّ الكَوْنِ
قَد أدْرَجْـتُ تِبْيـانِ

لِآلِ البَيْتِ كَالبَلْـسَمْ
يُداوي جُرْحَ أزْمـانِ

فَنَـزْفُ الرَأسِ يُبْكيـهِ
وَ يَبْكـي عَصْرَ ضِلْعانِ

وَ ثَـأرُ السِبْـطِ يَأخُذُهُ
فَيثْأر لِلدَمِ القاني

لِأفْلاكٍ هُـوَ الشَمْسُ
كَما ماءٍ لِعُطْـشانِ

هُـوَ “المَهْديُّ” إن تَجْهَلْ
وَ ما يَجْهَلُـهُ عِـرْفاني

هُـوَ “المَهْديُّ” ميعادٌ
بِـوعْدٍ كانَ ربَّـانـي

فَإن أُسْمِعْتَـهُ ذِكْـرًا
فَقُمْ شائقْ كَظَمْآنِ

وَ قُلْ عَجِّل لِوالينا
فَصار اليَوْمُ يَومـانِ

وَ قُلْها يا إلهي كُنْ
وَليًّـا أو كَسُلْطـانِ

أعذْهُ من حَسَدْ .. رَبِّي
فَـشَرُّ الناسِ عَيْنـانِ

وَ كُنْ حافِظْ لَـهُ ناصِرْ
وَ أقْرَب منهُ شِـريـانِ

فِدا نَعليهِ أرْواحٌ
فِدا نَفْـسٍ وَ تُرْبانِ

فِداهُ الروحُ أشْواقٌ
وَ شَوْقي مِثْلَ بُـرْكانِ

لَأكْتُبَ فيكَ أشْعاري
مَتى ألْقـاكَ تَلْقـاني ؟!

وَ أنْدُبُ لَوعَـةً حَسْرَةْ
وَ أبْكي فَقْـدَ أوْطاني

فَصارَ الواحِدُ الرَمْـزَ
وَ مَقْلوبٌ لِثُـلْثانِ (³¹³)

جَمـيلٌ عِنْدَمـا يُصْبِحْ
كَهَذا الرَمْز عُنْواني !

أنا الظَمْـآنُ يا مَهْدي
وَ بِئـرُ الشَوقِ رَوَّاني

أنا المَكْسـورُ من بُعْدي
وَ بُعْدي عَنْكَ أعْيـاني

أنا طِفْلٌ وَ ذو جَـهْلٍ
وَ هَذا العِشْقُ رَبَّـاني

حَميدٌ يا مَجيدٌ يا
أبا جابِـرْ وَ شَعْباني

أيا عيسى .. حُسَيْنٌ يا
رَبيـعٌ قُمْ كَـعَلْـوانِ

أبا مَهْدِيُّ يا جَعْفَـرْ
أبا روضٌ وَ سَـلْمانِ

رَسولٌ .. مُجْتَبى .. سَيِّد
قِفوا صَفًّـا كَغِلْمـانِ

أبو حَسُّـونَ .. يا شَمْلوهُ
يا أبْنـاءَ سَلْـمـانِ

أيا هِنْديُّ خُذْ جَسْمِسْ
كَمَحْمُـودٍ بِأحْضـانِ

هَلمُّوا نَفْـرَحِ اليَوْمَ
بِلا حُـزْنٍ وَ أشْجـانِ

شارك برأيك: