صاحِبْنا للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

لم تزل
تصحبُ الزمان
اقترانا
وبكم
يشغرُ الغيابُ
المكانا

..

قيل
يا صاحبَ الزمانِ
ألسنا ..
لك صحبٌ؟!
فلمْ أبيتَ ترانا؟!

..

المواعيدُ
للصحابِ لِقَاءٌ
كَيْفَ
وَاعَدْتَ لِلْقِاءِ
الزمانا؟!

..

أَوَ أضحى
الزمانُ خلاًّ ..
وفياًّ
والذي فيه آمنٌ
قال ..
خانا؟!

..

سيدي ..
تصحبُ الزَّمَانَ
مَشاعاً من دهور
أسرجتَ فيه الحصانا؟!

..

أم غدا الدهرُ
إذ توحشَّ
أهل الدهر ..
ظلاًّ ..
يشابه الإنسانا؟!

..

سيدي ..
من ترى رفيقك
غير الدهر
والسيف مغمدا
سلوانا؟!

..

بشر مثلنا
مشوا ..
بالتخفي مثلكم
لا تطيق
وصلا عيانا؟!

..

أم تُرَاها ..
ملائِكٌ
تمسكُ الأرضَ
.. بجنحين
كي تسيرَ مُصانا؟!

..

تركت ..
عرش ربِّها في سماء
ورأت ..
في تراب وصلك حانا

..

أنت أسكرتها
بخطو ..
عتيق البوح
ما جدَّ ..
زادها خفقانا

..

وعلى
خطوك
الخرائط قامت
كي إلى البحر
يمنح الجريانا

..

وإلى التُربِ ..
يمنح العطر زهرا
عن حقول
تخضرُّ منكَ امتنانا

..

وَلِصَحْراءَ
لا تُجِيْدُ التغنِّي
قال ..
من غوركِ
اخترعت اللسانا

..

لِيكونَ
الحداءَ
باسمِ سراةٍ
في المجاهيل
أوقظوا الوسنانا

..

ولأنِّي الوحيد ..
أمشي ..
لوحدي
أصبح
النخل
لاتِّكائِي مِرَانا

..

كلَّما ..
يصبحُ ..
المكانُ فضاءً
أنت ..
يا نخلتي ..
مَشقتِ الكَمَانا

..

جذعكِ ..
المسكُ للكمانِ
.. سيُعطِي
لجريدِ النخيل
عزفا رهانا

..

كلما .. قيل
عنك ..
أعجاز نخل
خاويات ..
ميَّسْتِ منكِ
الحسانا

..

وستأتي الأشجار ..
تلويح كفّي ..
طالها
أنْ ..
مسكتها ..
أغصانا

..

ولصمتي ..
التأمليِّ ..
عصافيرٌ
فبالصمتُ
أفقس الألحانا

..

فالذي
صاحب الزمان
حفيٌّ بزمانٍ
يشابه
الألوانا

..

واحدٌ كان
قد ..
تعدَّدَ بالكون
بأصحاب
لا تطيق البَنَانَا

..

إنَّما
تقطع البنان
وترضى
صحبة الظلِّ
كلما الظل
دانا

..

وتقول ..
المهدي ..
يصحب لحنا
حين أمسى ..
الإنسان ..
لحنا مدانا

..

كلّما ..
يستطيل منه ..
حداء
قطَّعوا
في حدائه
الأوطانا

..

ألبسوه المحراب
لا
ليصلي
إنما
كي يزيل
منه
الأذانا

..

وبهذا المحراب ..
يصبحُ
قبرَ النطق
إن شاء ..
مرة ..
إعلانا

..

واقفا
للصلاة
عريان
يُكسى
معلنا
بعد كسوة
عصيانا

..

والذي منه
في الصلاة
تعرى
قال
أعلنتُ
عندكَ الإذعانا

..

أنت
عريتني من الله
رباًّ
وتملكَّتني
ربيبا
مهانا

..

خذ لك
العبد دون
أي رداء
حين تخصيه
تطلب
الغلمانا

..

ليس يرضى
المهدي
عبدا
على الله
جسور
عليك ينفى كيانا

..

إنَّه
صاحب الزمان
حقيق
بزمانٍ
إذا أتى
قد غشانا

..

فيه
للرمل
للصحاري
انتظار
حينما
يصحر الرجال
احتضانا

..

فيه للنخل
والجذوع
انتصاب
حينما
تُقلبُ السيوف
قيانا

..

فيه للزهر
أن يفوح بعطر
النصر
.. أنفاسنا
تعيش ارتهانا

..

فيه للحقل
أن يكون نبياًّ
مثل عيسى
أن يبرأ العميانا

..

حينما
لا ترى اخضرار
المساعي
لظهور
أعطى القطاف
أوانا

..

قم وصاحب
أبهى زمانك
وعدا
قد شربنا
وعودنا
إدمانا

**

فلقد أنجز
الزمان
لحفظ فيك
أخفاك
والعمى
أخفانا

ودبيب الخطى
بنا
كاد ينسى
أننا نحن
من يضيع
خطانا

****

سيدي ..
قبل أن
تقول انكشافا
حان
وقت الظهور
تتلو البيانا

..

قبل أنْ
نغتدي
صحاب اعتياد
لك
إذ أنت ظاهر
فرقانا

..

دع لنا
أن نزيح عنَّا
امتناعا منك
في أمر صحبة
تأبانا

..

أنا فهرست
بعض صحبك
ممِّن
وجدوا في
خيالك
الإحسانا

..

طلبوا للقاء
عن
جلِّنا لما
قد سهونا
وبعدكم أنسانا

..

أنت ..
صاحبْ لبعضنا
مثل من
صاحب كلاًّ
فاختارهم أبهانا

..

وسنرضى
تختار صحبك
منا
إن تخيَّرتْ
في الحجار
جُمانا

..

أنا فهرست
في الحروب
يتيما
لم يكن
قانعا
بيتم دهانا

..

قال
مازال والدي
الميت حياًّ
إذ نناديك
لافتقاد
أبانا

..

كن
أب الطفل
واصحب الطفل
قبل المسك
بالقبر
يعلن الذوبانا

..

فالأب القبر
يجعل الطفل
ميتا
داخل القبر
يطلب الغفرانا

..

طفلنا أمَّة
تقوم
من الأنقاض
أحيي الفتى
الذي
أحيانا

..

فكثير أحياء
موتى
كثير
أشبهوا
حين أُشْبِهوا
موتانا

..

كفُّه
الحلوة الصغيرة
أمسكْ
شغرت
عن أب .. فقيد
حنانا

..

كن لها
الشاغر الأخير
وواصلْ
بكما الدرب
دربكم
وافانا

..

أنا فهرستُ
في الحروب
جياعا
حين تمشى
للقمة
تتوانى

..

لا ترى الدرب
بعض ممشى
التهاء
هو ممشى
لكسرة الخبز
لانا

..

إنْ تصاحبت
والمجوَّع
دربا
سترى فيه
رغبة وافتتانا

..

بعد أن كنت
لا ترى
من رفيق
قم ورافق
من لم يكن مبطانا

..

ذا
رشيق الخطى
قليل التمنِّى
خير من
صاحب الظهور
فزانا

..

وتصدَّق عليه
يابن عليّ
دق
باب الوصي
فيك امتحانا

..

وبكم
يُكرم امتحان
سؤول
لم يكن سائلا
بفقدك
عانى

..

أنا فهرستُ
ثالث الصحب
ممن
ورث الحرب
صولة
نسيانا

..

شغلته الحروب
صار بضرع
الحرب
يسقى
بالطيف منك
السنانا

..

في أعالي الجبال
يهتف
يا مهدّيُّ
ألاَّ فتى سواك فتانا

..

هل تجالست
والفتى
يعصر الحرب
ليسقي
ظهورك
العطشانا؟!

..

هل تنادمته؟!
السلاحُ بكفَّيه
بعينيه
قال عنك
.. دعانا

..

أنت وجِّه
إليه دعوة
حرٍّ
كي يبايعك
صهوة
وطعانا

..

إن تصاحبت
هؤلاء
صحبنا
لك أحلام
عمرنا
رهبانا

..

ونزعنا
غشاوة الهجر
عنّا
ورأيناك
قبل يوم
ترانا

..

صاحب العصر
والزمان
صحبنا
لغياب
هو الظهور عيانا

..

وعلى دُفَّتي
ظهور غياب
قد صبحناك
سيدي
قرآنا

شارك برأيك: