ولقد أرسلت للماضي حنينا
علّه يرجعني اليومَ سنينا
وأنا في حلم الفتيان غض
صار لي التلفاز خلا وقرينا
وعلى شاشته علّقت عيني
وإليه الوقت قد صار رهينا
شدّني عالمه اجتاح خيالي
وكأني فيه أحياه يقينا
فلقد غامرتُ في ريف ابن سوير
اقتفي تومَ فألقاهُ مُعينا
أسكن الكوخ الذي آوى أخاه
أدمن الفقر و قد عاش أمينا
و لكم أرهقتي بشّار بحثا
أين أمي؟ قالها اليتم أنينا
تنتهي الحلقة و البحث سراب
وأقضّي اليوم في البؤس حزينا
وافترشت الغابة الخضراء أرنو
لسنان الحب ينجي الكادحين
كم تهاوت حيلُ الشرشور وهنا
بيد الخير التي تنطقُ دينا
وعلى متن بساط الريح ذاتي
سندباد يمتطي المجد الحصينَ
قصص الترحال في عينيه تحكي
عشقَ بغداد التي أحييته عينا
وأرى عدنان مغروما بعبسي
جسّد الإحسان يأبى أنْ يلينا
هزم القبطان واستأسد بأسا
حالم يحمل في العلياء لينا