صدى علي للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

أمثلك ينسى يا عليٌّ وفي الصدى
لأجملُ اسم أنت في الأذن رُدِّدا

عليٌّ رنين الاسم يكفي تنطُّقاً
على صخرة .. حتى ترى الصمَّ غرّدا

وأنت حواس الكون منك تشبَّعت
إليك الحواس الخمس تصنع مسجدا

وتهتف .. إن كان الخلود تهاتفا
فاسم عليٍّ بالتهاتف خُلِّدا

وإنْ كان ذيّاك الخلود لسيرة
ففي سيرة التاريخ حيدر اُبِّدا

على أي وجهٍ خالد اسم حيدر
ومن ضغنة الأعداء والحب أُكِّدا

كأن رحيلا منه ملمح عائد
من البعد .. والكرار ما قطُّ أُبْعِدا

ولكنَّ بأفياء الرحيلِ وبئرِهِ
ودلوِ محبٍّ جاء حيدر موردا

وردنا إلى الكرار يوم وداعه
كوارد خم بيعة إذ تحشَّدا

يد ساعة التوديع ترفع حسرة
فما نسيت عهدا به مدَّت اليدا

ستبقى وليَّ الله مولى رقابنا
وتبقى غديرا كوثر متجسدا

به عُرِفَتْ كلُّ النوايا لشفَّها
بماء ولاء قد صفا وتلبَّدا

صفا لمحب قال أشربت حيدرا
فصرت به النضاح من كوثرٍ هدى

وعكَّر للأعداء ورد خصامهم
فما من عدوٍّ للوصيِّ تودَّدا

فيا شرب هذا الحب .. حيدر مشربي
وشهد يقيني بالحلاوة أشهدا

وقبري الذي لم يفترش بعد .. هكذا
رأيتُ علياًّ للتراب توسَّدا

حبيبي في الدنيا ضجيعي برقدتي
شفيعي في الأخرى إماماً ومقتدى

وفي جنة الفردوس خلٌّ وصاحبٌ
وساق لنا خمر الولاية موعدا

ولن يخلف الكرار وعد محبَّة
ووعد اتباع بالبلايا تعبَّدا

بدا الوعد قبل الوعد من نطق اسمه
ككاشف غمَّاتِ له الاسم بدَّدا

ويقمر هذا الوعد وجه عليِّها
بإطلالة الجنات .. قيل لقد بدا

شارك برأيك: