تتميز الحكايات الشعبية بأنها تكشف جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية. فهي تكشف البعد العقائدي، والتفكير الجمعي للمجتمع، ونمط الحياة الاجتماعية.
كما أنها أدب متجدد حيوي فهي حكاية أو قصة قصيرة يتناقلها المجتمع مشافهة، من جيل إلى جيل، كل يحذف أو يضيف فيها بحسب ذاكرته وخياله.
وجلُّ هذه الحكايات بطلها واحد ولكن سير الأحداث يختلف من موقف إلى موقف. فالبنية السردية للأحداث تعتمد على الراوي ومدى حبكته وطريقة سرده، فيبني سرده حسب رؤيته أو كما يعبر عنه في النقد الحديث (( التبئير)) يؤبرها كل راوٍ بحسب زاوية نظره. لذلك تجد انجذاب وتفاعل المستمع للحكاية الشعبية بحسب فن الراوي.
من أشهر هذه الحكايات في مجتمعنا قصة (( أم حمار )) وهي قصة خرافية تقول إن هناك كانت امرأة لها رجل آدمية ورجل أخرى هي رجل حمار، تخرج في الليل تبتز بعض البشر، إذ تخوفهم برجل الحمار. ولا يعرف المصدر الأول لهذه القصة، ولا من هو أول من نقلها، إلا أنها استقرت في الوجدان الشعبي البحريني، وتناقلها الناس، في أكثر من موقف.
وأتصور أن الهدف منها إشاعة الخوف في قلوب الأولاد الصغار حتى لا يخرجون ليلا من منازلهم.
فهذا النمط من الحكايات، كان منتشرا في المجتمع لقلة التعليم، والقراءة وغياب الوعي. أما اليوم فليس هناك حكايات تروى فيه لقد غابت تقريبا تماما، رغم أن هذه الحكايات تعتمد على الخرافة والبطولة والجن، إلا أنها كانت تواصلا حيا بين الأجيال، وأحيانا يكون فيها شعر وأمثال.
كما أنها أسلوب جميل كان لتهذيب النفس وترويضها، فالصبي الشقي دائما تروى له قصص وحكايات حتى يأخذ العبرة منها. فهي منهج تربوي رائع.
للأسف ما عاد لهذه الحكايات حضور في الوجدان الاجتماعي كما كان سابقا.