من كل واد للحسين تجمَّعوا
وعلى محبّته العظيمة أجمعوا
..
لا لونُ يقمعهم .. فأَسْودُ لونِهِمْ
هو ذلك المسك الذي يتضوَّعُ
..
لا طيفَ شتَّتهم .. فأصلُ طيوفهم
شتى .. يوحدِّها الحسينُ .. فتُنجِعُ
..
كثرت مشاربهم .. فكانوا أنهراً
وإلى الحسينِ مصبُّها والمنبعُ
..
لا قُربَ في نصر الحسين ..
وما به بُعدٌ ..
لهم قدرُ المصيرِ يُطوَّعُ
..
نصرُ الحسين .. فما بذاك وجاهةٌ
إلاَّ وجاهةَ مَنْ يَخُصُّ المصرعُ
..
لا أهلَ لا قربى سوى من عُيِّنوا
لا شيعةً .. فمسيحُهُ المُتَشِيِّعُ
..
ما خطَّطُوا للنُّصرةٍ الحمراءِ
.. إذ
أصلُ المَقَاتِلِ والمصارعِ مطمَعُ
..
هم قادة لم يعرِفوا عن بعضهم
وكأنَّهم قبل الطفوفِ تبرقَعُوا
..
وبُعيْدَها ..
هزلوا ..
وخفَّتْ روحهم
وتناغموا أجلَ المماتِ ..
فأسجعوا
..
هذي مواءمة الإله بكربلا
فالصحبُ ما شارتْ عليهم أصبعُ
..
كالعبد جون ..
يقول عن ساداتنا المقصون عن طفٍّ .. مكاناً فاقبعوا
..
بالاختيار ..
العبد أرخى رحله عند الحسين ..
وما بكم مُتَمَوضِعُ
..
بالاختيار أكون سيِّدَ خيرتي
ما احترتُ فيه ولستُ من يتنطَّعُ
..
وبكم عبيدٌ .. إنَّ لون بياضهم
إنْ خُيِّروا سلَّ السيوف سيُمقَعُ
..
وتموت أطرافٌ لهم من ذلَّةٍ
وكأنَّها ليستْ أيادٍ تقمعُ
..
فعليكَ يا جونُ السلامُ
على سوادك قد غفيتُ
لعلَّ روحي تنصعُ
..
وعلى بقايا القوم
من سادات بطشٍ
قلت: عن نصرِ الحسينِ ألا
اهجعوا
..
فالله يمنحكم ذليل رقادكم
وذليل سوطٍ للحفاة يُلوِّعُ
..
والله يمنعكم حسيناً نصرة
من قبل أن يأتيه من يتمنَّعُ
**
يا نصرةً
وهبٌ لها بصليبه
نادى حسيني من صليبي أرفعُ
..
وهو المعفرُّ في الثرى
ما بعد تعفير الثرى
تربُ الحسين البلقعُ
..
فمكان تعفير الحسين
لعرش ربِّكَ خدُّ أنسٍ
بالتحسُّسِ يوضعُ
..
وإذا عن الصلب المسيحُ مرفَّعٌ
فاللهُ يهبطُ للحسين ..
ويدمعُ
..
وأنا .. أنا وهبٌ
سأبحث عن هواي
وكل عقائدي لا تنفعُ
..
وهوايَ نحوك يا حسينُ يقودني
وإلى الهوى كل العقائد تخضعُ
..
وإلى الهوى كل السيوف سليلةٌ
وكليلة أرواحُ ليستْ تفزعُ
..
أحسينُ إنَّك مصرعي بهوَّيةٍ
فيها المسيحُ إلى طريقك ينزعُ
..
ويقول: ألقيت الصليب
وجئتُ من أجل الذباحِ
له النحور تُطبِّعُ
..
وبديل صكِّ جنانٍ من فادوا
أنا
باسمِ الحسين لشافعٌ ومُشفَّعُ
**
أحسين .. إنَّ زهير رمز مرَّفهٍ
هو تاجر .. يبتاعُ .. لا يتبَّضعُ
..
هو في المذاهبِ كان عثمانيُّ
قد شربَ الحياد
وما بحرب يكرعُ
..
ممن يرى في الكل مصدر فتنةٍ
ويرى انقياداً نحو أيٍّ ..
يخدعُ
..
ما بال ذو الثوب المرفلِّ
ممسكٌ برداك
وهو ممزقٌ ومقطَّعُ
..
أهل أشترى لردائك المنزوعُ
فهو تبضُّع فيكم
وفيكَ مبضَّعُ؟!
..
ما بال من جعل التمذهب مئزراً
لحياده الطرفي نحوكَ يهرعُ؟!
..
أو ليس قهرُ الاختيار لعاشقٍ
في القلب بوصلة الحسين ستودعُ؟!
..
حتى يحين نداءُ هل من ناصر؟!
فيقول .. مصرعكم يشير فأتبعُ
**
مولاي إنَّ حبيب شيخٌ
طاعنٌ في الحبِّ
نادى في الكهولة أينعُ
..
وقتَ القطاف ..
حزام ظهري حاجبي
وبحاجبي
قوسي الذي أتدرَّعُ
..
أرمي بسهمي للحسين مناصرا
وغلال أصحابِ الحسينِ أُجمٍّعُ
..
مستعجباً من قوس ظهري إذ حنى
هو دائما من قوس سهم أسرعُ
..
يا شيخَ .. قرآنُ الكهولة حاضرٌ
بفتى عليٍّ في المعاركِ يُسْمِعُ
..
ويقول: يا لبيك يا ابن المرتضى
لكما أنا متحشِّدٌ متوزٍّعُ
..
وأكون عن كل الصحاب لسانهم
وأمامكم .. هذا لساني أبلعُ
..
والسيفُ ذوداً عن حماكم سيدي
أمسى لساني وقتَ صمتي يُدلَعُ
..
وجسومنا في القتل مزرعة بها
حرث النصولُ إلى هوانا يزرعُ
..
هو ذا حبيب في الشيوخ
هو الذي
في الحب .. فهو من الشبابِ
الأيفعُ
عرف الحسين بسيدٍ
لشباب أهل الجنة الأدنونَ
فيه تطلَّعوا
..
نادى .. طفوفك جنّتي
وأنا شباب .. شيبتي
من لؤلؤٍ إذ يلمعُ
..
أو لا تراني في الممات ممازحاً
أمزاح كهلٍ .. بالمزاح يلعلعُ؟!
..
مَنْ .. كانَ
مِنْ
صحب الحسين
المُصطفى
خلتُ الممات شبابُهُ
المسترجعُ
..
ودليله عند المماتِ
خضابُهُ القاني
كأحمرِ يُرتَدى .. لا يُخلَعُ
**
هذا الحسين الشمس .. إن طيوفه
صحبٌ بألوانِ المشيئة تُصنعُ
..
صُحبٌ من القزح المشرِّبِ لونه
خمر الحسين .. يضيئ إذ يتمجَّعُ
..
ويقول كل الأرض في ألوانها
الشتى عليها شمسكم ما يسطعُ
..
وبكل هذى الأرض من أنصاركم
أضدادُ دين كالمحالب يضرعُ
..
لكن بفطرتها تقاد لكم .. كما
من فطرة قد ساغَ فيها المرضعُ
..
فعلى امتداد الأرض صحبك سيدي
تأتي إليك وألفُ باغٍ يدفعُ