ما وزننا؟! للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

عاد الحسين
إلى
حزن الطقوس بنا
نريد منه
يعيد الحزن ومض سنا

..

نحن الظلام وأيدينا
محمَّلَة
بكل قنديل ضوء يكشِفُ الحَسَنَا

..

وليس أحسنُ مِنْ حُسنِ الحسين
وإنْ
قد كان جرحاً .. فهذا الجُرحُ قد فَتَنَا

..

ما كانَ قبحاً
بأنَّ الصدرَ رُضَّ على
وقعِ الخيول ..
فإنَّ القبحَ ما دَكُنَا

..

والجسمُ منه شظايا النور
بعثرة الأشلاء
في كل أرضٍ صنَّعتْ وطنا

..

القبح في حافرٍ ..
تكوي حديدته
منَّا الصدور .. ويبقى خائراً وَهَنَا

..

القبحُ في حافر لم يدرِ ..
كيف غدا
بذار حرث لصدر بعد أنْ
طحنا؟!

..

صدر الحسين الذي قد كان مفترشا
دوس الخيول ..
ألا قد كان مُحتَضنا

..

يقول:
في عاشر حضني لشوهة أطفال
ملامحهم قد ناحتتْ مُدنا

..

وإذا بها مُدُن الأفيال .. إِنْ
حَطمتْ
بيوتها ..
اتخذت ذات العرا
سَكنا

..

مثل الحسين الذي يعرى بتربتها
فيهتف التربُ
هذا العريُ كسوتنا

..

مثل الحسين
الذي
يعرى بنزع ردا
فيلبسُ التربُ قمصان الدما
أَمَنا

..

والطفل يهتف:
مهلا يا حسين ألا
حوافر القصف شاهتنا
خيول خنا

..

هلَّ الهلال من الصدر المرضَّضِ
من طبع الحوافر
قوسا
ذا محرَّمنا

..

لا أشهرا حُرَماً .. بل أنفسا حرما
كُنَّا
وفي هتكها .. ما قاتل وزنا

..

فوزن فاه كفاه السبط مرضعه
لفاطمٍ
خيزران ينكث اللَّبَنَا

..

ووزن فاهٍ يَزُمُّ اللثم كوثره
بفاه طه
ظمىً
قد قرَّحَ المُزنا

..

ووزن صدر ضميم صدر خير أب
وخير أمٍّ وجدٍّ
حافرٌ ظعنا

..

ما وزننا .. حرماتٍ .. قال هاتكها
رقيتُ صدر حسين .. وانتعلتُ هنا؟!

..

ما وزننا؟!
وزننا .. شوهات ملمحنا
في القصفِ
معلمُ شعبٍ شاه .. فافتُتِنا

..

وقال:
يا رودة تسقي الدموع بها
زرء الحسين
ولا تستمرئُ الحزَنا

..

الدمع نصبٌ لمن قد ظنَّهُ
جدثٌ مشوَّهٌ
ولقدْ أخزى
لذا .. دُفنا

..

وإذ به
من قيام الثأر ألوية
يا صيحة الثأر من دمع
إذا .. شُحنا

..

يا نفضة الترب
عن
أجداث فتيته
جسم الحسين المُدمَّى
قطُّ ما امتُهنا

..

ومستهلٌ لعاشوراء
رضَّتُه بالخيلِ
قومته منها .. وكان
جنى

شارك برأيك: