حدِّدْ مكانَكْ للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

إنْ توقَّعْتَ في عليٍّ بيانَكْ
كُنتَ ألجمتَ بعدَ سرج حصانَكْ

..

وإذا قيل قد أتمَّ قصيداً
في علي .. تحس شخصا أهانَكْ

..

حيدرٌ من قصيدةٍ .. مستحيلٌ
فيه قاربتَ حيرة إِمْكانَكْ

..

وهو قد تمَّ في الغديرِ
عدا ذلك
قد كان دائما نُقصانَكْ

..

فتوثَّبْ كشاغر في عليٍّ
لا يرى أَيُّنا شغورا عيَانَكْ

..

درْ على قدر جِرمِكَ المتلاشيْ
توهاناً أسميتهُ دورانكْ

..

فلقد دار حوله الكونُ طُراًّ
وعليٌّ ناداهُ .. حدِّدْ مَكانَكْ

..

أيُّها الشعرُ .. يا أداة جسورٍ
إنْ تقوَّلْتَ أو بَلَعْتَ لسانَكْ

..

إنَّ أقصى ما قدْ تُصيبُ بعشق
جسمُك الخثرُ مُسترداًّ طِعانَكْ

..

وهو يكفي كي تثبت الحال حُباًّ
في علي .. تُدمِي إليه بنانَكْ

..

باستحالاتك التي تنتويها
في السجالاتِ قد عقرتَ رهانَكْ

..

وتركتَ الحصانَ يمضي وحيدا
مسرجاً ظهركَ الذي كان حانَكْ

..

حملك القاصم الظهور ينادي
أنا سكرٌ .. ما كانَ يوما أوانَكْ

..

قلْ أنا عاجزٌ .. وقل يا عليٌّ
سوف يأتي نصاًّ يريدُ احتضانَكْ

..

دون أن تدَّعيه شوق احتضانٍ
لكَ حضنٌ .. يأبى عليه حنانَكْ

..

أنتَ مُستعطِفٌ .. تريدُ أماناً
للهلاميِّ .. حينَ يُدعى كيانَكْ

..

فإذا فضتَ بالحنان كنبعٍ
بين بين الجفافِ إلاَّ جرانَكْ

..

لا تصدِّرْ في الحبِّ صكَّ ضمانٍ
بل .. فسلْ من يفيض حباًّ ضمانَكْ

..

قف بذاك الغدير واحد سعي
لا تعدِّدْ عليه جمعا جَنَانَكْ

..

قل أنا واحدٌ .. وأمحُلُ في الرؤيا
فإنْ بِنْتُ .. شئتُ أغدو يبانَكْ

..

لا أرى غير رشفة .. كلُّ وجهي
ظمأٌ .. والندى غدا إحسانَكْ

..

خطوتي في الغدير ليست من الماضي
الذي وقعه المدنَّسُ خانَكْ

..

وهي ليستْ مِنْ حاضر فوضويٍّ
حين عبَّ الشكوك في الحبِّ صانَكْ

..

خطوتي .. رشفة لخطو ضئيلٍ
رشف الأرض قبل ماء .. فزانَكْ

..

وادعى أنَّك المجلبَبَ بالهالات
والحُجْب قد خلَعْتَ جِنَانَكْ

..

وتخليَّتَ في مواجهة الحبِّ
عن السيفِ إذ يُعيقُ اقترانَكْ

..

وتمظهرتْ في فتى أبلج الإبط
وَوَقَّتَّ كلَّ صبح أّذانَكْ

..

كي بها تسمع المنادي ينادي
لا وليٌّ إلاك .. من ذا أدانك؟!

..

قد أدان الصباح إبط ارتفاعٍ
قدرٍ عرشٍ يضيءُ منها حِسانَكْ

..

وأدانَ الأذان في منطق الطيرَ
بإنسانَ لم يُطِقْ كراونَكْ

..

سيِّدي .. ذرَّةٌ أكون .. وعندي
بيعة .. قد عشقتُ فيها امتهانَكْ

..

واقفٌ بالغدير .. لست تراني
ما زحام الوفود زحفاً أعانَكْ

..

سأنادي بايعتُ من علوِ صوتي
فالتقطني بقول: حدِّدْ مكانكْ

شارك برأيك: