إلى الحُجّاجِ ثَوبٌ أبيض،
يَطيبُ مَن يَنظُر إليه كَأنَّ
قَلبَهُ انغَمسَ في إرتياحٍ
مُنقَطِع النَظير ! يَطوفُون
حَول البَيتِ يُلبّون الخالق،
ضَجيجُهم كَثير، صَوتُ
تَلبياتِهم تَختَرِقُ حُجُبَ
السَماءِ وادعِيَتُهم على
أجنِحَةِ الملائكةِ تَطيرُ،
تُحلِّق دُونَ عَودَة نَحو عرشِ
الرحمٰن .. دُموعُ خُشوعِهُم في
عَرَفة ووُقوفَهم كآدمٍ وحوّاء ..
جَميعًا .. يَمتلأُ المَكانُ بِهم
كَأنّ الثَلج غَطّى ذَاك المكان
وُجوهُهمُ المتلألِأة بِبَهاءِ العِبادَة
يَرشِفُها السَحابُ بالرَحمةِ و
يَصطَدِمُ بِها الرِيحُ لِيتعطَّر!
تِلكَ الأقدامُ المُتَورِّمَة قَد
شَقَّقَها فَرطُ المَشي في حُبِّ
الله وشَوقُ العاشِقِ لِمَعشُوقِه،
هُم ادرَكوا ذَلكَ المَقامِ بعَد توفِيقِ
الإله، فَزادَهُم التَوفيقُ زادًا في
دَار الآخرة .. دار الخُلود