مثلي للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

كم مرَّة ..
كُنتُ اعتذرتُ لِمَطمَعِ
عنْ .. أنْ
أخوض بها نُدوبَ المصرعِ

..

ليس المَصَارِعُ ..
لوحَةً فنَّيةً مرسومةً حصراً
بحرف المِبضَعِ

..

فَمَصَارِعُ الطفِّ .. التي
نُلقِي لها
نَكْئُ الجراحِ لفاطمٍ
في الأضلعِ

..

أنْ تبتدي فيها ووعيك حاضرٌ
حاذِرْ عليهِ ختامَ قولِكَ
لا .. أعِيْ

..

واحذر ..
تخبَّطَ شاعرٍ متفنِّنٍ
يتعكَّزُ الريشاتِ قَصدَ تَمنُّعِ

..

لمَّا .. يمرُّ
على الجسوم بريشة
محبورة ..
بدمِ وضلعٍ .. مُنجِعِ

..

مُتكسِّرٌ فيه الجمالُ
لكسرةِ الأضلاعِ
والريشاتُ كسرةُ أدمُعِ

..

كُسِرَتْ على جسم الحسين
ولم تُجِدْ رسْماً
لأشلاء بقت في موضِعِ

..

وتشكُّ ..
أن وقفت عليه
تقولُ .. مِنْ
أشلاكَ بعثرةً .. فحدِّدْ موقعي

..

أنا وسط ساحة كربلا
وهي التي نثرت لأشلاء
مشاعَ توسُّعِ

..

أنا وسطها ..
بين الجسوم
خرائطي
جَمُدتْ مكانا
قطُّ لم تتوزعِ

..

من أين أبدأ يا حسينُ
وفاطمٌ
كغمامة في عين
منْ
لم يَقْشَعِ؟!

..

أَوَ صوبَ نحرِك ..
صوبَ رأسِك ..صوب شلوك
أين قُلِّي؟!
من عليك مُجمِّعِيْ؟!

..

سأقول مُثْلى
كلمة السرِّ التي قد كَشَّفتْ
عنِّي اختبارَ تقنُّعِي

..

وبهذه حصراً
سآتى مصرعاً
وأجمِّعُ الكلمات جَمعَ الزعزعِ

..

ومعي .. حديثُ اللثم
ثغرُكَ مرشدي
لحديثِ بيعاتِ اللئامِ الخنَّعِ

**

في اللثم ..
لم تَكُ منحراً أو مبسماً
حتى ولا جسداً بلينٍ طيِّعِ

..

ما كنتَ في الإرضاعِ رضعة فاطمٍ
بل كنتَ أنهاراً بريِّ المُرضِعِ

..

ومحمَّدٌ ..
في اللثم ليس مُحمَداً
كانَ الخرائطَ للكيانِ المُشْرَعِ

..

نادى ..
لَثْمتُكَ منحراً فأحالني
لمباسِ سيفٍ خادرٍ لم ..
يَقطعِ

..

وشممته ..
فخشيتُ عاصفةَ السيوفِ
تفوقُ من خَدَرٍ
بقطعٍ أفظعِ

..

فلثمتُه ..
وشممتُه ..
وتركْتُه
نحراً سليماً للطفوف كَمُودَعِ

..

والنحرُ يعبثُ بالرياح
خرائطا للطفِّ
وجهتها
أراها مرجعي

..

ولثَمتُ خدَّك
كان حقلاً من ورودٍ
في ثرى أيٍّ ..
فلا .. لم تُزرعِ

..

هي
ما تعهدَّهُ الرضابُ ..
مُسَالُهُ
في أيِّ خدٍّ سالَ
جاءَ بأينعِ

..

ووجدتُ أنَّ الخدَّ
مزرعةُ السنابكِ في الهجيرِ
بلثمتي .. هو مَلْسَعِي

..

لسَّعْتُ خدَّكَ يا حسينُ
فرابَ مرجانَ انصهارٍ
في الترابِ الأضوعِ

..

والخدُّ أحمرُ
والدماء خليلةٌ للخدِّ
والعطرُ المسال مُضْضعيِ

..

قبَّلْتُ خدَّكَ للطفوف
ورغبة منّي
أحار بها كأنْ لم أُدفعِ

..

وأنا اندفاعُكَ يا حسينُ محبَّةً
وأنا انحسارُكَ للمآل المُفجعِ

..

وضمَمتُ صدرَك في توسُّعِ ضمة
بخرائط مفروشة لم تذرعِ

..

يا فرشَها .. تلك الخيولُ
وصدركم أشلاء
في الحرثِ الحسيرِ الأقرعِ

..

فعرفتُ أنَّك مشبعٌ لحوافر
كسرا ..
ومن ضمِّي .. أنا لم أشبعِ

..

فضممتُ كُلَّك يا حسين
وجدتُني
عن بعض أطراف
سأُخلي أَذرعُي

..

فزجرتُ غائلةَ الخيولِ
ضممتكم
إضمامة تَمَّتْ بوحيٍ مبدعِ

..

ف “حسين منِّي”
ضمَّة أولىُ
“أنا منه” التمامُ
لضمَّة المتلفِّعِ

..

يا ضُمَّنا بين الحوافر ساعةً
“منِّي ومنه” مقولة المتطبِّعِ

..

فإذا تطبَّعتْ الحوافر صدره
فبذات صدري حافراً فلْتطبعِ

..

عِّرف هنا عنِّي
محمد قد صبا لحسينِهِ
لعباً بميلٍ مهيعِ

..

قولوا يلاعبُ للحسينِ
بضغط خنصره الجميلِ
قبيلَ قطعِ الأصبعِ

..

لم تتركْ المُثْلى
له من ملعب في الجسم
إلا حوَّلتْهُ لِمنزَعِ

**

هذا الهوى عند النبيِّ محمَّدٍ
بلحاظ جدٍّ في تصابٍ ممتعِ

..

هو ما تحرزَّ بالحسين
وشاية مفضوحة للطفِّ
بعد تتبُّعِ

..

أثرا لعينٍ
لثمة في منحر
فاهٍ وصدرٍ
والدموع كمنبعِ

..

هي ما قبيل الطفِّ
إخبارٌ لوحيٍ
بالقرائين التي لم تَطْلُعِ

..

وبُعَيْدَها .. هي فعل مُثلى
للألى
كتبوا إليه .. ألا اقدمنْ
بتشفُّعِ

..

وعلى مواويل الخيانة
لقَّنُوا لحوافرٍ
في الصدر حصرا فاسجعي

..

اليوم عاشرُ
والحسين مذكِّرٌ بعهودهم
كتباً بماءِ مُنقِّعِ

..

نادى أليستْ هذه كتبٌ لكم
وعهود بيعاتٍ بسوق البِيَّعِ؟!

..

وأنا الحسين .. أنا الغديرُ لحيدر
وأنا الولاية في رقاب الضيَّعِ

..

أنا كوثر
ما التاث وردِ عهودكم
شرباً لحنثٍ ..
ذاك شُربُ تمجُّعِ

..

لكنْ عقرتم للولاية ناقة
وفصيلها مجرى الغدير الأنصعِ

..

وأنا هنا ..
بين الجموع لبيعة نُزِعتْ
بنزعِ ردايَ دون تخشُّعِ

..

كمقيص يوسف إذا غدا مستذئبا
والذئب من كذب ستارُ مُبرقعِ

..

أمّايَ ما بين الذئاب حقيقةً
وسعارُهم متوحدٌ لم يُردعِ

..

وأنا الوحيدُ .. دفعتها كغرامة
إذ شئتُ جمع شتاتهم في مخدعي

..

واليوم مُثْلى بيعتي
ما أُنجزتْ
وسعارها تذكيرُ ذئبٍ أجوعِ

..

اليوم عاشر ..
يوم مثلايَ التي
ردعت محمد عن مباسِ تولُّعِ

..

يا والعاً بالنحر لثما واثقاً
ها قد جعلتَ النحر كلَّ المرتعِ

..

لا .. لا تثقْ
فالنحر من قطع القفا
كالنهر مقلوباً لقفرٍ بلقعٍ

..

يا والعا بالصدر ضماًّ حاذقاً
حذق الجناة إلى مرامي الألمعي

..

ما عاد من صدر يضمُّ
فخيلهم
جعلته أشلاء لعدو المسرعِ

..

فالصدرُ ملموماً بحجرك سيِّدي
يأتيك من إضمامة المُستَرجَعِ

..

والصدر توذيراً نواويس له
وبكربلاءَ لمامةُ المُستَجْمَعِ

..

اضممْ إليه بقدر طحن ضلوعه
عدد التسابيح التي لم تنفعِ

..

اضممْ إليه بكلِّ كسر ناشبٍ
قد وقَّعَتْهُ الخيلُ .. أنت فوقِّعِ

..

اضْمُمْ إليه .. ولا تدعْهُ
فخيلهم مذ أوطأته
أبتْ هتافاً .. أن دعي

شارك برأيك: