أربعين يوسفي للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

الله شوق الأربعين اليوسفي
وأنا به يعقوب شوقيَ متلفي

..

عطرُ الحسين يهبُّ من بُعدٍ
ويأبى عن لحاقي .. لحظة
أن يختفي

..

فأقول:
إنَّ إلى الحسين ليوسفٌ
هو في اشتياق الناس عشقُ توظُّفِ

..

ومسَّخرٌ يعقوب يوسف باسمِه
في وعينا .. لنزيد ناز تلهُّفِ

..

عميان من دمع
يُبيِّضُ مقلة في بُعدكم
يا دمعتي لا تنطفي

..

فأنا مُدِلُّ العطر مِنْ دمعٍ جرى
ومن العمى درب الحسين سأقتفي

..

وأقول .. إنَّ له رداء
كاشفاً جسما ..
أدربي نحوه لم يَكْشِفِ؟!

..

هو فوق ما وهب القميصُ
هداية عن يوسف
من جسمه المُستَنْزفِ

..

هذا العفير .. توزَّعتْ أشلاؤُه
بطريق من يسعى دليل معرَّفِ

..

ما كان بالجسمِ السليم
مُقطَّعَ الأوصال
لكنْ شدَّني لتزلُّفِ

..

ما البئر؟!
ما السجن المغيب يوسفا؟!
وهو السليمُ الجسمِ دون تَكلُّفِ؟!

..

وهو الجميل الوجه
قطَّع للنسا الأيدي
لتقربَ منه قُربَ المُدنِفِ

..

مولاي ..
إنَّكَ في جمالِ معفَّرٍ
ومقطَّعِ الأوصال صِرتَ مُصرِّفي

..

صرَّفتني للأربعين
سعاية لك
صرتُ “مشّايا” بدون توقُّفِ

..

وكأنما العسلان
في تقطيعها الأوصال
ألقتها بدرب مُعنَّفِ

..

فمشى إليك مع الحفاة
وأولمت أوصالكم
قَدَماً لهم لم تَرْجِفِ

..

من فاضل الطينات أنتم
هذه الأوصال لُحْمَتُكُم
بدون تطفُّفِ

..

امشوا على جسدي إلى جسدي
فيوسفُ
شوقُ ذيَّاك العزيزِ المُترفِ

..

وأنا لشائِقُكم هوى بضعيفكم
أدعوه لا تمشِ إليَّ وتضعفِ

..

أنا للفقير إذا تقتَّر رزقُهُ
رزق الزيارة بعد طول تعفُّفِ

..

أنا للغنيِّ ..
أراه يخلي ماله
وعياله أجلي
ولم يتأفَّفِ

..

هو ذاته ابن القين
حين دعوته للحوق ركبي
برهة لم يأنفِ

..

وأنا الصراطُ المستقيم
وحشركم عندي ..
بيوم الأربعينِ تطوُّفي

..

تأتي ليَ الدنيا ذبيحاً عاطشاً
من أجل ريٍّ في الزيارة مرهفِ

..

وإذا الشغاف بها دلاء مودة
بختامها .. يُملا .. فمن لم يشغفِ؟!

..

اِدْلُو بدلو البئر يخرج يوسفا
ليُباعَ من بخسٍ بسعرٍ مُجحفِ

..

ويكون في الإحجاف
عين عزيزها
فالبئر تطمرُ للوجود الألطفِ

..

لكنَّها هيهات
تمنع فيه قدرته وجذب جماله
المستنكفِ

..

من جذب يوسف جاء حبل دلائه
لِيُدِلَّ عنه عزيز قصر أَنْيفِ

..

وكأن هذا البئر في غبِّ له
هو ذاتُه عرش بيوسف يحتفي

..

أو موضعا لكواكب سجدت له
مذ حسَّدته ببئره لتخوفِ

..

فاِدْلُو بدلو السبط عطشانا
محال ذو الدلاء إذا رمى
لم يرشفِ

..

ولقد رشفنا بالتعطش أربعينا
عن سنين المنعِ
رشفة أجوفِ

..

حتى عرفنا أيُّ سرِّ تمنُّعٍ
في كفِّ عباس لماء مُسوِّفِ

..

بتمنُّع العباسِ
نُمْنَعُ وِرْدَنَا نحو الحسين
لِوِرْدِ قَاعِ صفصفِ

..

وبقربة هُرِقَتْ
بجنب زنوده الملقاة .. إِذْنٌ
يا جماهير ازحفي

..

أّذِنَ الحسين
بُعَيْدَ قربته التي قد أهرقت
نسقى بكَّفٍّ مُنصِفِ

..

وبأن يكون قطيع كفيه
المداوي داء لهفتنا
كأكبر مُسعِفِ

..

يا أربعيناً يوسيفياًّ
يوسفٌ هذا
مَجَازُ حسيننا بتكيُّفِ

..

سَيُقَرِّبُ المعنى
وأقربُ منه اسمُ حسيننا
لكثافة .. لم يُكشفِ

شارك برأيك: