على هَدْي الأنبياء والمرسلين، سارت سفينة الإمامة المحمدية العلوية، فكما تفرّد الرُسل بخصائص تُميزهم عن سائر المخلوقات، كذلك اختص أئمة أهل البيت بمجموعةٍ من المميزات، والإمام الجواد عليه السلام نموذجٌ بارزٌ لذلك، فهو يجسد قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}، كما كان نبي الله يحيى عليه السلام.
في الذكرى المفجعة لاستشهاد باب المراد الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام، نصبت مآتم قرية النويدرات مجالس العزاء تذكيراً بالإمام المسموم وتعظيماً لشعائر الله الذي أوصى بها المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
خيرة الخطباء والمبلغين شاركوا في الإحياء الشريف حيث ذكّروا الحضور بسيرة الإمام أبي جعفر الذي تسلم مقاليد الإمامة وهو بعمر السابعة وقاد الأمة الإسلامية إلى شاطئ السمو والرفعة بفضل حكمته وتقواه المُسددة من قِبل الباري جل وعلا.
موكب اللطم المقدس قاده الرادود حسن أحمد العجوز، بإلقاءه قصيدةً تحدثت عن حال الصعب الذي عاشه شباب الأئمة في فترة توليه قيادة العالم الإسلامي.
قلوب أهالي قرية النويدرات اعتصرها الحزن والألم على فقدِ إمامهم التاسع من سلسلة أئمة الهدى عليهم السلام، وحرصوا على الحضور في المآتم والمواكب لتقديم واجب العزاء لإمامهم الثاني عشر الحجة بن الحسن أرواحنا وأرواح العالمين له الفداء.
اللهم صل على محمد وأهل بيته، وصل على محمد بن علي الزكي التقي النقي، هادي الأمة ووارث الأئمة وخازن الرحمة وينبوع الحكمة وقائد البركة، وحُجتك العليا ومثلك الأعلى وكلمتك الحسنى، الداعي إليك والدال عليك الذي نصّبته عَلَماً لعبادك ومُترجماً لكتابك وصادعاً بأمرك وناصراً لدينك وحُجةً على خلقك ونوراً تُخرق به الظلم وقدوةً تُدرك به الهداية وشفيعاً تُنال به الجنة.