النخلة، شجرة مباركة اختصها الله بفضائل كثيرة، حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في أكثر من عشرين آية، ووردت فيها الأحاديث عن النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام لتبين فوائدها ومنافعها، وقد ورد شيء كثير من أقوال العرب عن النخلة والتمر وصفاته ونفعه، والحث على تناوله.
ومن ذلك ما ورد في احد الكتب القديمة:
عن أبي عمر بن العلاء قال الحجاج لجلسائه: ليكتب كل رجل في رقعة أحب الطعام إليه ويجعلها تحت مصلاي. فإذا الرقاع كلها «الزبد والتمر».
وقال الأصمعي عن أبيه قال: أسر رجل رجلين في الجاهلية فخيرهما بما يتعشيا فاختار احدهما اللحم واختار الآخر التمر. فعشيا والقيا في الفناء و ذلك في شتاء شديد البرد فأصبح صاحب اللحم خامدا و أصبح صاحب التمر تزر عيناه اي (تنورت عيناه).
ومايدل على ان للنخلة مكانة مرموقة عند العرب كانت هنالك قبيلة عربية اسمها (جهينة) عاشت قبل ظهور الإسلام، عملت من التمر هيكلا اتخذته إلها و عبدته، ولعل عمل هيكل الآلهة من مادة التمر رمز للوفرة والخصوبة. وقد ورد انه حينما حل القحط وانتشرت بينهم المجاعة، اضطرت هذه القبيلة أن تجعل إلهها طعاما، فقال الشاعر فيهم:
أكلت جهينة ربها زمن التقحم والمجاعة
وارتبط اسم البحرين قديما بالنخلة فكانت تسمى ببلد المليون نخلة للكثرة النخيل فيها والارتباط الشديد بالنخلة، فلا تكاد ترى بيتا او بستان يخلو منها، وهاقد أتى الزمن الذي نسيت وأهملت فيه النخلة فبعد ان كان أجدادنا وآبائنا من يقومون بالإعتناء بها نرى العمالة الأجنبية الوافدة من تقوم بذلك، وبالأمس كانوا يشترونها بأغلى الأثمان للزرعها في البيوت والتباهي بها وبجودة ثمارها، نراها اليوم تقطع لدوافع التوسع والبناء والصيانة.
لفته لكل من يتمكن من غرس نخلة و الاعتناء بها ان يكون حريصا في تخليد وتجديد حضارة بلد المليون نخلة.
شكرًا للسواعد المكافحة في الحفاظ على هذه الشجرة المباركة.