بكى عليك الركنُ والمشعر، وناح المحراب والمنبر، وندب الحوضُ والكوثر، وأستعبرت فاطمةٌ وحيدر، وتألمت كُل الخلائق لك يا سيدي يا رسول الله. فيا إلهي عجّل وفاتي فلقد عفتُ الحياة بعد مولاي خير الأنام.
أضطرب الكون بعروج النفس الزكية لسيد الكائنات، ومواراة الجسد الطاهر لأشرف الموجودات، فقد تلونت السماء بلون الحداد وماجت الأرض لهول المصاب، عندها نكست المخلوقات رأسها وطأطأت جبينها للمصطفى الأمجد أبي القاسم محمد صلوات الله وسلامه عليه، وفتحت مراسيم العزاء منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.
مصابٌ أدمى القلوب وجعلها تعيش حالةً من الحزن والأنين، وما مواكب اللطم إلا أمرٌ يسيرٌ لإحياء تلك الفاجعة العظيمة، وهذا ما فعله أهالي قرية النويدرات البحرانية الذين لطموا صدورهم ليلاً بمشاركة الرادود إبراهيم محمد وعصراً بقيادة الرادود عيسى قمبر.