‏موقف يوم الحشر للشاعر علي سامي

علي سامي
علي سامي

بِيومِ الحشرِ شاهَدتُ
أناسًا لم تَجِد مَعبَر

جَفافُ الحَلقِ يُؤذيها
وَ بِحَّةُ صَوتِهم تَظهَر

عُطاشى خُلتُهُم بُرهَـة
وَ حسراتٌ بَدت أكبَر

وَ قَومٌ حَولَ ساقيهُم
يُنادُوا زِدْ لَنا أكثَر

سَألتُ القومَ لِم تَبقى
هُناكَ الماءُ كَم يَزهَر

بِدَمعِ العَينِ قالَ “الآه…”
هَذا حَوضُهُ الكَـوثَـر

مُوالاتُه شُروطُ الشربِ
لَيسَ الماءُ مَن يَختَـر

وَ كُلٌّ خَلفَ واليـهِ
يَسيرُ اليومَ في المَحشَر

بِشورى الصَحبِ قَد ضِعنـا
وَ نَحـنُ اليَوم مَن نَخسَر

فَشوراهُم إلى رَأيٍ
لِهذا الرأي لا مَصدَر

وَ هذا أمرُهُ آيَـة
بِقَلبِ الذِكرِ إذ يُذكَـر

تَمامُ الدِّينِ وَ النعمَـة
وَ فرعُ الدِّينِ وَ الجَوهَـر

لِأهلِ الكُفرِ كانَ المَوتُ
إذ مـا سَيـفُهُ يَزأر

بِكفِّيـهِ عَمودُ الدِّينِ
كَفٌّ قَد دَحتْ خَيبَر

وَ طَـهَ كانَ مُعليـها
وَ لا يَعصي بِما يُؤمَـر

عَليٌّ عِزُّ إسلامٍ
بِهذا العِزِّ كَم نَفخَر

عَليٌّ حُبُّهُ نورٌ
على هاماتِنا كَبَّـر

وَ ذَنبٌ بُغضُـهُ ذَنبٌ
وَ هذا الذَنبُ لا يُغفَـر

فَبُغضُ الآلِ عُصيانٌ
هُو “الأقبَح” هُو “المُنكَـر”

إلى الفِردوسِ إن تَسعى
تُرِدهُ بابَهـا الأخضَـر

وَ ذاكَ البابُ مَوصودٌ
بِقفلٍ حَولَهُ العَسكَر

فَلا يَدخُلـهُ إلّا مَن
يُوالي المُرتَضى “حَيدَر” !

شارك برأيك: