أحدث المواضيع

إبن معراج والمهمة الصعبة (3)

IMG_5622إعداد الأستاذ يوسف مدن

المناهج المقترحة لدراسة تراثنا الثقافي:
اجتهد الباحثون في تحديد المناهج التي يستخدمونها في دراسة التراث الثقافي وقضاياه ومشكلاته وظواهره، وتركوا لهم حرية انتقاء المنهج المناسب وفقاً لنوع المشكلة المدروسة، فالمنهج من أهم ركائز البحث العلمي، ويأتي في صدارة هذه المناهج المنهج التاريخي أو ما يعرف لدى بعض الباحثين بالمنهج الاستردادي، وكذلك المنهج التحليلي، والمنهج الوصفي، والمنهج المقارن.

وبالرغم من تعدد مناهج البحث العلمي فإننا ملتزمون في دراسة ظواهر تراثنا الثقافي باختيار المنهج المناسب، ويلحظ أنه عند رغبتنا دراسة ظواهر هذا التراث لقريتنا أو لقرى بحرانية أخرى نجد أمامنا مجموعة مناهج تصلح لاستخدامها إلاَّ أنه علينا اختيار أنسبها، ونعتقد أن المناهج الأربعة هي أنسب المناهج المقترحة لدراسة تراثنا الثقافي قريتنا، بيد أن هذه المناهج تتدرج في الاستخدام والتطبيق من حيث أهميتها وأولويتها، فالمنهج التاريخي أولاً، ثم المنهج التحليلي، ثم المنهج الوصفي فالمقارن، وقد يضاف إليها منهج آخر، وغالباً ما يستخدم الباحثون في دراسة التراث وظواهره الثقافية منهجاً واحداً أو اثنين، وقد يتغير الترتيب في دراسة أخرى، وهكذا، لأن لكل منهج ما يواجهه من صعوبات.

وسنحدد بإيجاز دور كل من المناهج الأربعة بما يأتي:
1.
المنهج النقلي:
يعتبر المنهج النقلي أكثر المناهج شيوعاً في ثقافة الناس، وأكثر استخداماً لحفظ تراثهم الثقافي والروحي والاجتماعي، فقد التزم به مصنفو الكتب والرسائل في نقل ما يحتاجونه من شعر وأدب وتاريخ وفكر متنوع كان محفوظاً في مصادر معرفية إلى كتب ومصنفات جديدة، وتعددت أساليب العلماء وذوي الاهتمامات الثقافية في عملية النقل سواء بحفظ النصوص أو كتابتها، وكانت عملية نسخ المصنفات والرسائل وإعادة تدوينها وكتابتها بخط اليد، وتمكن عدد ناسخي الكتب ومنهم بن معراج في نسخ كتب صنفها علماء سابقون على زمانهم أو عاشروهم مباشرة، واستطاع هؤلاء الناسخين تزويد مجتمعهم مما يحتاجه من مصادر ثقافية مرغوبة، وإتاحة الفرصة لنقل التراث لأجيال لاحقة واطلاعهم عليه كما حالنا نحن في القرن الخامس عشر الهجري حينما وصلتنا بعض الرسائل والكتب المؤلفة في قرون سابقة ووصول بعضها إلينا باستخدام طريقة النقل الثقافي، وهكذا تم بآليات عملية النقل ومنها نسخ الكتب والرسائل وغيرها حفظ التراث الثقافي لهذه الجماعة أو تلك الفئة.

2. المنهج الوصفي:
هذا المنهج هو الآخر طريقة ثقافية شائعة وهامة في الحفاظ على التراث الثقافي للجماعات البشرية في ظروف مختلفة وفي مراحل متباينة، ويركز هذا المنهج على وصف قضايا التراث الثقافي وظواهره لمجتمع قريتنا ومشكلاتها كما هي في الواقع الاجتماعي التاريخي خلال فترة البحث التي يختارها الباحث كالقرن الرابع عشر الهجري على سبيل المثال أو زمن آخر، ويقوم الباحث عند استخدامه هذا المنهج ” بوصف ما هو كائن من واقع تاريخي ويختار منه ما يخدم غرضه العلمي، فيركز على عرض المشكلة كما هي في الواقع، وقد يمتد به إلى الماضي فيصف نموها وتطورها ونشأتها والعوامل المؤثرة في نشأتها[1] “.

ويمكن في نظرنا تطبيق هذا المنهج على وصف ظواهر الحركة الثقافية في مجتمع قرية النويدرات كقضايا ” نسخ الكتب والرسائل، وقضية الخطابة الحسينية، وبروز الظاهرة الشعرية ومتابعة نموها والعوامل المؤثرة فيها، فيركز على سبيل المثال على وصف ظاهرة النسخ ويصفها كما هي، ويجتهد الباحث في متابعة نموها والعوامل التي ساعدت على نموها وازدهارها أو عوائق حركتها وذلك خلال فترة محددة يدرسها الباحث كالقرن الرابع عشر الهجري من تاريخ مجتمع النويدرات أو أي قرن آخر، وهكذا يتناول هذا المنهج قضايا حركته الثقافية الأخرى بالطريقة ذاتها.

3. المنهج المقارن:
ويعتني هذا المنهج بمقابلة الأحداث والظواهر الثقافية في المجتمع النويدري في فترتين من الزمان لكشف أوجه الشبه والاختلاف، ويقوم الباحث هنا بخطوات ضرورية تتمثل في اختيار قضايا بحثه وموضوعاته للمقارنة بينها في الفترتين المحددتين معاً، ثم تحديد المتغيرات والعوامل المؤثرة في الموضوع أو القضية أو مشكلة البحث خلال الفترتين المقصودتين، ثم يعمل بخبرته على الربط بين الأسباب والنتائج واستخلاص القوانين أو النتائج.

ويمكن على سبيل المثال لا الحصر اختيار قضية نسخ الكتب والرسائل في مجتمع النويدرات خلال قرنين من الزمان هما النصف الأول من القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين أو نصفي قرن واحد كالقرن الرابع عشر الهجري ويقوم بدراستها مستخدماً طريقة المقابلة بين نشاط وحركة النساخين في المجتمع النويدري خلال فترة البحث المحددة محدداً في المقابلة قوة حركة النسخ بين هذا القرن والقرن الآخر، وعدد النساخين، وكمية ما نسخوه من كتب ورسائل وقصائد وما شابه ذلك، وعوامل الشبه والاختلاف، والعوامل المؤثرة في حركة النسخ بأسرها خلال فترتي المقارنة، ويمكن للباحث تطبيق منهجية المقارنة على ظواهر ثقافية سائدة في مجتمع النويدرات خلال فترتين من الزمن تتشابهان أو تختلفان ثم المقابلة بين ظواهرها الثقافية كالخطابة ونظم الشعر والتأليف وغيرها.

4. المنهج التحليلي:
يعتبر هذا المنهج من أوسع مناهج البحث استخدامات في الدراسات المعاصرة، إذ لا يمكن للباحق الاستغناء عنه في دراساته للقضايا والظواهر الثقافية وغيرها ن فمن المتعذر عليه تناول هذه القضايا والظواهر بدون استخدام طريقة التحليل، ويقوم الباحث بالسير من المكونات الأولية في بحثه فيحللها ويزيدها وضوحاً وتفسيراً بحيث تتطابق فيه الأفكار الفرعية مع الفكرة الأصلية العامة، وتتطلب عملية التحليل تفكيك الموضوع إلى عناصره الأولية لتنتهي بعملية استنتاج حقائق واستخلاص نتائج فيؤلف منها الصياغة العامة التي توصل غليها من نتائج، وقد يضطر الباحث في عملية التحليل استخدام التسلسل التاريخي في عرض الأفكار والربط بين عناصر الموضوع، والتأليف بينها وسرد الأمثلة للتوضيح والتفسير، وتوجيه رؤى نقدية وتقويم وفحص المعرفة، والاستشهاد بأدلة قرآنية ونبوية واجتهادات العلماء وغيرهم.

وحاجتنا لهذا المنهج في دراسة تراثنا الثقافي ضرورية لأننا نجد بينه قضاياه تتطلب كل ذلك من تسلسل تاريخي في عرض الأفكار وربط بين عناصرها واستخدام التجارب والأمثلة للتفسير والتوضيح، وفحص المعرفة ومقارنتها، والإفادة من اجتهادات باحثين درسوا هذا التراث في قضاياه العامة أو درسوا بعض شخصياته، فالتحليل في النهاية عملية نتعامل فيها مع الأفكار فنفكك مكوناتها الأولى ثم نربط منها لتأليف نتائج مرتبطة بها، وقد استخدمنا هذه الطريقة في دراساتنا عن تراث علماء بربورة والتراث الثقافي لمجتمع النويدرات ودراسة السيرة الذاتية لبعض شخصياته.

5. المنهج التاريخي:
وهذا المنهج من أبرز مناهج البحث وضوحاً في دراسة تراثنا الثقافي وقضاياه المتعددة، فإذا أراد الباحث دراسة هذا التراث لجأ لهذا المنهج لأن كل الأفعال والأنشطة الثقافية ذات طبيعة تاريخية، ونعني أن يتناول الباحث الحركة الثقافية بظواهرها العامة والسيرة الذاتية لشخصياتها بأبعاد تاريخية باعتبارها أحداثاً وأفعالاً مرتبة ومتعاقبة، ومنتظمة زمنياً، ويحاول الباحث معالجة قضايا تراثنا بلا فجوات ما أمكن، وإن كان ذلك من الصعوبة بمكان وبخاصة أن بعض الأحداث قد تكون غير مكتوبة أو حدث تشوش في ذاكرة المعمرين وكبار السن.

وخطوات الباحث لمعالجة مادة بحثه بهذا المنهج تتحرك بتتبع تاريخي، فيبحث نشأة الظاهرة التي يدرسها ومظاهرها والعوامل المؤثرة فيها إيجاباً وسلباً تمهيداً للوصول إلى نتائج تتمخض عنها، فيضعها في أيدي الناس لفحصها وتقويمها والإفادة منها، ويكاد أن ينسحب ذلك على تراثنا الثقافي وموضوعاته وقضاياه ومشكلاته.

ومع تراثنا الثقافي في كل قرانا البحرانية لم يأخذ حظه من البحث إلاَّ أن الجهود الجديدة هي إحياء لهذا التراث وتنشيطه وتوظيف جوانبه الإيجابية في خدمة الأجيال الحاضرة وتعريفها بشخصياته وظواهره العامة، والمؤسف أن حدود الباحث التاريخي سيتوقف عند هاتين المسألتين، دراسة أعلام هذا التراث وظواهره العامة لأن مجتمعنا النويدري كان يفتقر آنذاك لما هو أبعد، فمؤسساته محدودة، وجماعاته غير واضحة إلينا، وبالإضافة إلى ذلك هناك صعوبات في دراسته من بعدي الزمان والمكان لعدم وجود كتابات موثقة.

ولهذا يمكن القول بأن استخدامات هذا المنهج بالنسبة للباحث في تاريخ تراثنا الثقافي لمجتمع النويدرات سيتحدد مؤقتاً في مجالين اثنين هما:

  • مجال الدراسة التاريخية للظواهر الثقافية العامة السائدة في مجتمع النويدرات وهي مجرد نموذج لكل القرى البحرانية، ومن ذلك دراسة ظواهر نسخ الكتب والرسائل، ونظم الشعر وتداوله وجمعه، والخطابة الحسينية، والتعليم القرآني في البيوت أو في كتاتيب أمام واجهات البيوت أو في أماكن مستقلة.
  • والمجال الآخر لدراسة تراثنا الثقافي هو مجال الدراسة التاريخية للشخصيات الثقافية والروحية في مجتمع قرية النويدرات[2]، ومنهم علماء الدين والوجهاء والنساخين أو الوراقين ومعلمي القرآن الكتاتيب، وقراء ما يسمى بالحديث في المآتم.

صعوبات تواجهنا كباحثين في دراسة تراثنا الثقافي:
بالرغم من كون البحث التاريخي في مجالاته المتعددة هو في حد ذاته ” متعة عقلية ” تجلب للباحث الإحساس باللذة وتستثير في داخله الشعور بتحقق ذاته وإثبات كيانها، إلاَّ أن هذا النوع من البحث يواجه في الوقت نفسه صعوبات ربما لا تستطيع أحياناً تحقيق الانجاز ولكن لا يبلغ بسببها مستواه المبتغى، ومما لا شك فيه أن هذه الصعوبات تختلف باختلاف موضوع البحث، ومن هنا نميل إلى الاعتقاد بأن دراسة التاريخ الثقافي لقرية النويدرات بشخصياته وظواهره الثقافية كحركة النسخ وغيرها لا يخلو فعلياً من صعوبات يجعل جهد الباحث ليس مُيَسَّراً في بعض الأحوال، ويمكننا بإيجاز تلخيص بعض ما نراه من صعوبات حقيقية موجودة فعلياً، وتؤثر على تعامل الباحثين مع المادة الثقافية للتراث الثقافي لأهالي قرية النويدرات في القرن الرابع عشر الهجري وبخاصة ما بعد عام 1318ه، لأننا لم نعثر على شيء من مخطوطاتنا وتراثنا قبل هذه الفترة بالرغم من امتدادات القرية زمنياً وتاريخياً أبعد من التاريخ المذكور.

ومن تلك الصعوبات ما يأتي:

  • نقص واضح في توافر المعلومات، ويدخل في سياق ذلك نقص في عدد المخطوطات وتلف كثير من بياناتها وبخاصة في المقدمة والمؤخرة وفي أواسطها، وكذلك تشوش في ذاكرة المعمرين، وإهمال تام أو شبه تام لهذه المخطوطات، بل وإلقائها في الزبالة ببالغ الأسف والحزن، وعدم وجود رغبة لدى البعض من الأهالي في التعاون مع الباحثين[3] وإحجامهم عن تقديم بعض ما لديهم من مخطوطات لاستخدامهما في أغراض البحث العلمي والدراسات التاريخية للتوثيق والعناية بمادتها الثقافية.
  • النقص في عدد الباحثين المهتمين بدراسة التراث الثقافي في مجتمعنا النويدري بأبعاده التاريخية بالرغم من وجود عدد من المثقفين، بل ومن منتجي الثقافة، وأقصد وجود عدد من المشاركين في حركة التأليف المتزايدة في قرية النويدرات خلال الثلاثين سنة الأولى من القرن الخامس عشر الهجري، فالملحوظ أن هذا الموضوع لا يحظى باهتمامهم وعنايتهم حتى اللحظة الحاضرة.
  • عدم وجود دراسات مسبقة، حيث يفتقر مجتمعنا النويدري المعاصر إلى وجود دراسات تاريخية عن تراثه الثقافي سواء في مجال دراسة بعض شخصياته أو ظواهر الثقافية كحركة النسخ والخطابة ونظم الشعر، وكنا نحتاج لهذا النوع من الدراسات التأسيسية لنبني عليها في نشاطنا الثقافي الجديد، ولكن لم يكتب أحد شيئاً في هذا المجال، بل أن العجز قد انسحب على معظم قرانا البحرانية، إذ لم يكتب سوى قليل من الباحثين بعض تراثها باستثناء القرى العريقة ذات العمق التاريخي، حيث حظي تاريخ بعض القرى البحرانية العريقة بتراجم لعدد من علمائها، أما بالنسبة للتراث الثقافي والاجتماعي في النويدرات فعدد الدراسات محدود، وهو أقل من عدد أصابع اليد، وقد أشرنا لبعضها في كتابنا ” الظاهرة الثقافية في المجتمع النويدري “، وفي مجال دراسة الشخصيات والسير الذاتية لرجالات قرية النويدرات وأعيانها فالنقص أشد، فإذا استثنينا دراستين إحداهما عن العلامة الشيخ منصور بن محمد بن سلمان الستري كتبها الدكتور عبد علي محمد حسن، وكتاب آخر عن السيرة الذاتية للمرحوم الدكتور مكي بن محمد بن سرحان فإنه لا توجد دراسات في هذا المجال، ولهذا اضطررنا لبعض المخطوطات ومصادر مطبوعة محدودة جداً لإعداد دراستنا عن الحاج أحمد بن معراج.
  • حجز بعض مخطوطات تراثنا الثقافي عن الاستخدام لأغراض علمية، فبقدر ما أشعر كباحث بالفخر من تضحيات بعض أهالي النويدرات ممن يحتفظون بعدد من المخطوطات والكتب القديمة التي نسخها ” وراقون “، ونفخر بتعاونهم كذلك، إلاَّ أنَّنا قلقون من اتجاه فئة تستحوذ على عدد من هذه المخطوطات وتحتجزها عن استخدام الباحثين لها وتوظيفها للبحث العلمي التاريخي، فمع إقرارنا بحقهم في الاحتفاظ بهذه المخطوطات كمصادر تراثية غير أنهم مسئولون عن إضاعته لأنهم يحتفظون بالمخطوطات ويمنعوننا من الإفادة من بياناتها ومعلوماتها، فهم بهذا الوقف يغيٍّبون حقائق تاريخية عن النساخين والخطباء والشعراء وأنشطة ثقافية أخرى كانت سائدة في مجتمع النويدرات قبل أكثر من خمسين عاماً وأبعد زمناً، ونحن بالتأكيد نتفهم حرص هؤلاء على هذه المخطوطات التي بأيديهم ورغبتهم في عدم ضياعها، بيد أن ثمة خيارات متاحة تجمع بين رغبتهم في حفظ المخطوطات وجعلها ميسَّرة للباحثين وإفادتهم منها في نشر مادتها التاريخية الواردة فيها، فطرق التصوير تتيح لهم ولنا الجمع بين حفظها واستثمارها، فالأدوات الحديثة تمكن الجميع من تصوير نسخ منها وتبقى في الوقت نفسه محفوظة لديهم وفي حوزتهم، وهذا يجعلنا نتعرف على المادة الثقافية لهذه المخطوطات، واستخدامها في الوقت نفسه بما يخدم أغراض البحث، ودراسة التراث الثقافي الذي صنعه أبناء النويدرات من نساخين وغيرهم ممن أسهموا في تكوين هذا التراث وتداوله من زمن سابق عليهم إلى زمنهم، ثم إلى زماننا نحن.
  • وعلى الرغم من محاولاتنا الدؤوب في تغيير رأي هؤلاء الحاجزين لكتب المخطوطات وتعديل اتجاههم السلبي إلاَّ أننا شهدنا من بعضهم صلابة بحجة يسوقونها بقوة، فيزعمون أنهم تعاونوا مع بعض الناس فأعاروهم بعض الكتب الخطية فأضاعوها، أو لم يعيدوها إلى أصحابها، ونحن نأسف أن يترتب هذا الموقف السلبي من موقف سلبي آخر فجاءت نتيجة ذلك إضاعة قسم من التراث الثقافي للقرية، وذلك بوجهين، وجه يمنع الكتب عن الباحثين، ووجه آخر يأخذ مخطوطات الآخرين ولا يعيدها لهم، والنتيجة المنطقية ضياع تراثنا الثقافي المكتوب.

 


 

[1] يوسف مدن، التعلم والتعليم في النظرية التربوية الإسلامية ص 142.

[2] حددنا المجالين السابقين حالياً للبحث التاريخي، ويمكن للباحثين بعد تطور مجتمعنا النويدري أن يوسع من دوائر البحث التاريخي إلى مجالات أربعة جديدة، ومن ذلك الدراسة العلمية بمنهج تاريخي لمجال دراسة المؤسسات الثقافية التي وجدت في المجتمع ىالنويدري، ةمجال دراسة الموضوعات التربوية كأوضاع الطلبة في الكتاتيب أو أساليب معلمي الصبيان أو العلاقات بين الصبيان ومعلميهم، والمجال الثالث دراسة بعض القضايا دراسة زمنية،مثل دراسة تاريخ حركة النسخ في قرية النويدرات وكذلك تاريخ المآتم المتنقلة في المظاعن أثناء الصيف وأدوارها الثقافية والروحية والاجتماعية، أما المجال الرابع فهو المجال المكاني للتاريخ الثقافي عند أهالي النويدرات كدراسة الأدوار الثقافية والروحية والاجتماعية للمساجد والكتاتيب والحسينيات والبيوت، ونحن على علم بأن بعض الباحثين وهم قلة يحاولون التوسع في استخدامات المنهج التاريخي لتشمل المجالات الأربعة، بل أن بعض الكتابات العفوية غير المنظمة تدخل في بعض عناوينها ضمن أحد المجالات الأربعة.

[3] سنمر على هذه الصعوبة وتوضيحها بنحو مستقل كصعوبة رابعة.

شارك برأيك: