كتاب “قرية النويدرات بين الماضي والحاضر” فكرة انبثقت قبل عقد من الزمان من قبل ناشطين اجتماعيين ومثقفين بارزين في قرية النويدرات، يهدف العمل إلى تسجيل ما يمكن تسجيله من ذاكرة القرية التي تجاوز عمرها الثلاثمائة وخمسين سنة، وتعريف الجيل الناشئ والأجيال القادمة ببعض الجوانب التاريخية والاجتماعبة والثقافية للقرية التي ينتمون إليها، إضافة إلى رفد المهتمين بالتاريخ والتراث ببعض ما أمكن الاحتفاظ به من تاريخ وتراث يكاد يضيع في متاهات التفجر المعرفي والتطور التكنولوجي اللذين وجها الاهتمام إلى المستجدات في مجالات التقنية والعلوم الحديثة المختلفة. ومن هنا برزت الحاجة إلى مؤلف يضم بعض جوانب تاريخ القرية، ويسجل بعض ما خفي من معالمها وآثارها وعاداتها وتقاليدها، فجاء هذا المؤلف ضامًا لبحوث متنوعة تنناول تاريخ القرية، وجغرافيتها، وتشكيلها البشري، ونشاطاتها السكانية، وتطورها العمراني، وغير ذلك من الموضوعات.
اشترك في كتابة فصول هذا المؤلف باحثون متميزون، ذوو اختصاص في ما تناولوه، كما كان لكثير من رجال القرية وشبابها دور في تحصيل المعلومة، وتصحيحها، وإثرائها. ومن أجل أن يخرج هذا المؤلف متناسقًا متوائمًا في فصوله، عهد بمهمة تحريره وإعادة صياغته إلى أحد الباحثين من ضمن مجموعة المؤلفين ليخرج بنسق واحد مبتعد عن التكرار.
وحاول هذا المؤلف تناول موضوعات متعددة يصلح كل واحد منها أن يكون بحثا بذاته، معتمدا في البحث على المراجع والوثائق المتاحة، وهي قليلة ونادرة، واستنطق البحث ذاكرة الأجيال التي نالها كثير من النسيان، وفي بعض الجوانب تبدوا مختلفة، وعلى الباحث تنقيح المعلومة والتأكد من سلامتها. ثم إن كثيرًا من المعلومات لم يشأ المؤلفون إدراجها لأن البحث فيها لم يصل لدرجة القطع بصحتها.