عَمَّاهُ بعدَكَ تَنشطُ الأَحزانُ
وبذا الرحيلِ سَتَخْفُقُ الحيطانُ
وسيولُ هَمٍّ كالجبالِ تَرَادفتْ
تُعْلي الشَّجا فتصفقُ الأركانُ
ما كادَ حالي يستفيقُ وليتَهُ
كالحُلمِ حتى تَنقَضي الأَزمانُ
عِشْنا بكَ الدهرَ الجميلَ يَلُفُّنا
منكَ الحَنانُ فترحلُ الأشجانُ
عِشناكَ حقلَ الحُبِّ نسْرحُ كُلَّما
منكَ الصفاءُ تُردِّدُ الأَلحانُ
عشناكَ أفراخاً بكلِّ نَضَارةٍ
ولقد كبُرنا فاستوتْ أبدانُ
عِشناكَ يا عمّاهُ نبضَ حكايةٍ
يَصطاخُ منَّا القلبُ والآذانُ
يا شاعرًا سَبرَ الحروفَ تأملاً
فمضتْ تُغازلُ حرفَهُ الشُّجعانُ
فكرٌ سديدُ الرأيِّ داعبَ دربَنا
تاقتْ له الآناءُ والأحيانُ
في كلِّ شِبرٍ مِنْ حياةِ مسيرنا
يومي إليكَ كأنَّكَ الغُدرانُ
واليومَ عاجَلنا برميةِ غادرٍ
دهرٌ خؤونٌ صارمٌ خوّانُ
فالعينُ جادتْ بالدُّموعِ حزينةً
والقلبُ تحكي هَمَّهُ الشُّطآنُ