نظم مركز الإمام الحسين بالجمعية الحسينية بالتعاون مع التعليم الديني في المساجد لقاءً مفتوحًا (الألطاف الإلهية للعبادة وموانعها في الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان) مع السيد محسن الغريفي, وذلك يوم الثلاثاء الموافق ٥ مارس ٢٠١٩م في مأتم آل معراج.
وتمثل الطرح في النقاط التالية:
- مشاريعك في أشهر النور، فلتكن مشاريع من السّماء (مشاريع مخطط لها ومعدة مسبقًا ومبنية على أهمية هذا الشهور النورانية في المقام الأول).
- عدم إيلاء أهمية لآثار وبركات العبادة في هذه الشهور، فقيمة العبادة نفسها بالتعمق والاستمتاع بها حتى تكون عبادة خالصة فيصبح قلبك وعقلك وروحك عبيدًا لله بدل أن يكون جسدك عبدًا وحركاتك في العبادة لا تتعدى كونها تلقينا. وأن لايكون همك الأول الأثر والبركة للعمل الذي تقوم به. وأن تضمن أن هذا الأثر والبركة سيحلان عليك تلقائيا. فهذا يجعلك لا تنشغل بغير عبادة الله وستكون عبادتك صرفة لا ترائي فيها ولا تترقب أثرا خارجيا من غير الله وفي ذات الوقت قلبك على يقين أن آثار عبادتك ستحل بك آجلا أو عاجلا.
- استثمر نقاط قوتك في عبادتك وكذلك حفز نقاط القوة في من حولك ودلهم على طريق استثمارها في العبادة.
- “أرحنا بها يا بلال” هذه الجملة لها عمق كبير في نفس المؤمن كيف يتحول الفعل العبادي لراحة نفسية رغم كونها مجهود حركي في المقام الأول، تمنيت لو طرح هذه الجملة بل (الدعوة) تتعرض لإشكال كبير وتفسير مزدوج بين مضمونها الحرفي وبُعدها المعنوي.
- الإفاقة المبكرة من الغفلة (ضالة المتعبد) مع استمرار قياس منسوب العبادة في هذا الشهر حتى لا تتمكن الغفلة منك، ولا ضرر هنا في قياس بركات الشهر على روحك وكل تغيير في قوة عقيدتك وتفكيرك.
- الاستقامة هي شرط من شروط مشروعك في هذه الأشهر وهي العقبة التي تحدد صحة عبادتك وقبولها بكل حذافيرها من عدمه.
- مبادرتنا في هذه الأشهر يعتبر تثبيتا لخط العبادة في الأرض.
- كيف تُعاش العبادة بالجوارح قبل التفكير في آثارها؟
- المناجاة الـ ١٥ للإمام زين العابدين عليه السلام بحاجة للتأمل في مضامينها.
- العبادة لا تقتصر على الصلاة والصيام بل خدمة من حولك وقضاء حوائج المؤمنين وأمور كثيرة تدخل تحت بند العبادة وفرصتنا في هذه الأشهر لتغيير مفهمونا القاصر للعبادة وعدم تأطيرها بأمور محددة.
وفي نهاية الكلمة كان الحوار والنقاش مع السيد ومن أبرز محاور النقاش والحوار فيما طرح السيد:
- تعليم وتعود الأبناء على العبادة وفهمها ليس صعبا ولا هو أعلى من تفكيرهم ومستواهم العقلي.
- حال الإقبال والإدبار للنفس في العبادة حال طبيعي، فلا يرهق المكلف نفسه في أداء العبادات كلها في هذه الأشهر فيصيبه الكلل والملل يكتفي ببعضها.
- أحيانا يكون الإقبال للعبادة من النفس حاضر وبقوة، لكن تكون هناك موانع تحول دون أداء العبادة، هذه الموانع إما أن تكون داخلية أي خلل في أداء العبادة نفسها، أو تكون موانع خارجية خاصة عدم أداء حقوق الناس والمعاصي.
- تنوع العبادات من صلاة وصوم ودعاء وذكر أشبه ما يكون بمائدة إلهية يمكن للمكلف أن يختار منها ما يؤديه بكل بعده المعنوي فليس بالضرورة مثلا قراءة دعاء الجوشن كله بل يكتفي ببعض فقراته تُقرأ بتأمل وخشوع وتوجه لله فالاعتبار بكيفية العبادة لا بكمها.