في أربعين السبط للشاعر عبد الحسين سلمان

الأستاذ عبد الحسين سلمان
الأستاذ عبد الحسين سلمان

أَعْضاءُ جِسْمي شَكَتْ قَلْبي فَآلَمَني
فَالْقَلْبُ في أَرْبَعينَ السِّبْطِ مَثَّلَني

لَمَّا رَأَى أَدْمُعي فَوْقَ الْخُدودِ جَرَتْ
فَالدَّهْرُ عَنْ أَمَلِ  الْأَعْضاءِ يَحْرِمُني

لا سِيَّما قَدَمُ الرِّجْلَيْنِ قالَ أَسىً:
طولُ الْمُكوثِ بِلا مَشْيٍ يُوَرِّمُني

دَعْ عَنْكَ مَشْيي هُنا ما ذاكَ أَقْصُدُهُ
فِي الْأَرْبَعينَ هَوىً مازالَ يَجْذِبُني

كُلُّ الزِّياراتِ لَمْ أُحْرَمْ فَضَيلَتَها
يا سَعْدُ لَمَّا غَدا في كَرْبَلا سَكَني

شَذَى الْحُسَيْنِ الَّذي لازالَ في رِئَتي
يَجْلو وَمِنْ جَيْبِ أَنْفي كُلَّ ذي نَتَنِ

كِلاهُما رامَ مِنْ ذاكَ الشَّذَى مَدَداً
مَن ذا يَقولُ: أَنا عَمَّا تَقولُ غَني؟

يا رَوْضَةً تَأْسِرُ الْكَفَّيْنِ داعِيَةً
مَعَ الْلِسانِ سَوِياً مَنْبَعَ الْمِنَنِ

أَعْضايَ رِفْقاً كَفَى هَذَا الْمَلامُ بَرَى
قِوايَ بَلْ زادَ في ضَعْفي وَفي وَهَني

بَذَلْتُ جُهْدي وَعَيْنُ الشَّيْخِ دامِعَةًً
خَوْفاً مِنَ الدَّهْرِ لا خَوْفاً مِنَ الْكَفَنِ

لَكِنْ إرادَةُ رَبِّي قَدْ رَضيتُ بِها
وْهْوَ الْكَريمُ وَكَمْ أَعْطَى وَأَكْرَمَني

مَوْلايَ شَوْقي لِيَوْمِ الْأَرَبَعينَ غَدا
كَشَوْقِ طِفْلِ عَطيشٍ شاقَ لِلْبَنِ

فَاخْتُمْ جَبيني بِخَتْمِ الْأَرْبَعينَ فَذا
خَتْمُ الْأَحِبَةِ هَلْ مَوْلايَ تَرْزُقُني؟

شارك برأيك: