ما رأت إلا جميلاً بنتُ حيدر، بِصبرها وصمودها وقفت أمام أعتى السلاطين لتُخرسَ ألسنتهم وتفضح زيفهم، وصدى كلِماتِها يتردد على مسامعِ الدهرِ: “واللهِ لا تمحو ذكرنا ولا تُميت وحينا”.
على وقعِ المراثي الأليمة، انتحبَ المؤمنون في ذكرى شهادةِ عقيلةِ الطالبيين، مستذكرين المآسي التي مرّت بها وهي تُعاينُ فقدَ أصحابِ الكساءِ الخمسةِ واحداً تلو الآخر، وهي تقفُ صابرةً مُحتسبةً راضيةً بقضاءِ اللهِ وقدره.
وا لهفتاه على المُخدرةِ المسبيةِ، لُطمت لأجلها الصدور في موكبِ عزاءٍ قاده الرادود علي عباس خاتم، وقدّم فيه المُعزين المواساة لصاحبِ العصرِ والزمانِ باستشهاد عمتهِ الحوراء.