قراءة في كتاب “الأوسمة الثلاثة” للكاتبة ايمان الموسوي – بقلم مصطفى حسن عبد الله

مجرد التفكير في أننا قد نصاب بذلك المرض الخبيث هو أكثر أفكارنا كابوسية .. في هذا الكتاب الصغير نتعرف على قصة السيدة ديانا الشيخ .. زوجة وأم لطفلين تعيش حياتها الطبيعية مثلنا تماما .. لتكتشف في يوم ما أنها مصابة بذلك المرض.

حين يختطفك المرض بعيدًا.. بعيدًا عن طموحك وأسرتك ولحظاتك الجميلة في عافية…

وحين تكاد أن تستسلم للمرض الوحش.. تجد أن هناك طاقة جديدة بدأت تظهر فيك.. وتبدو تلك السكينة الباهرة كحلم وردي يهدهدك في أصعب لحظات العلاج الكيماوي قساوة.. وترى بأنك أكثر سعادة من كل من يبكون عليك.. وتريد أن تخفف عنهم مثلما قد خفف الله عنك.

ديانا الشيخ هي مثال على المناضلين الشجعان ضد الأمراض.. تلك القوة النفسية التي نجدها عند أغلب المبتلين بالبلايا الصعبة وفوق ذلك لم تكتف هذه السيدة بنفسها وإنما هي الآن تتطوع لمساعدة الكثيرين.

القصة تبكي الحجر.. أحداث مؤلمة وصعبة ومجرد أن تتخيل كيف تضيق المستشفيات بتلك القصص التي تشيب الرأس حتى تدرك أنك لم تقاسي شيئا يذكر.

أسلوب رائع في صياغة القصة كتبته الكاتبة إيمان الموسوي كأول عمل أدبي لها.. وجميل أن يكرس الأدب للتحدث عن هذه القضايا وأن تكون رسالته بهذا السمو لدرجة أن يصرف ريعه لجمعية تهتم بالأطفال المصابين بالسرطان.

وجدت في هذا الكتاب البحريني المغمور حكم واقتباسات عميقة لا تجدها في كثير من الكتب المشهورة، ولا شك أن تلك الرؤى الحكيمة لا تأتي إلا بعد تخطي سنوات من المعانات والآلم.. وأن مع كل إبتلاء.. ندرك عمق الحياة ونصبح من الحكماء.

اقتباسات أعجبتني:

فسامحوا الماضي
ولا تقلقوا من المستقبل
وعيشوا في اللحظة الراهنة

الجمال موجود بداخلك مهما كان حجم الألم

وجدت أن معنى الحياة ما نقدمه .. لا ما نحصل عليه

إن التركيز على ما أريد تحقيقه أكثر من الحياة لا على ما حرمني المرض من فعله جعلني أتحرك بطاقة مختلفة تدهش من عايش صعبا كمرضي
أحاور نفسي دائما:
ماذا يعني لو انني لم أُشف بالكامل؟
ماذا يعني لو حملت آلامي إلى حيث سعادتي وفرحي؟
لا يزال هناك متسع لي في هذا العالم
ولا زال هناك ما أقدمه

شارك برأيك: