ولزينبٍ أن تستدلَّ على السبا
من فلق هامِكَ حين صار مُلَبَّبا
كعليِّ .. ما من كافل ساوى له
لو كانَ عبَّاساً .. فما ساوى الأبا
مولايَ لم تكفل لزينب وحدها
لم تكفلْ الحسنينِ من غدر نبا
بل أنتَ والأطماعُ ضارية بنا
كُفِّلتَ دهراً أنْ يكونَ المنهبا
فكفلتَ دهراً .. أمَّةً .. ولداً
بسيفٍ مُفردٍ ..
والعزمِ ما يوماً خبا
مذ حصنُ خيبرَ
كنتَ قد أسقطته
أعلى الذي أسقطتْ حُصنُكَ رُكِّبا
والصيتُ صيتُ الحربِ .. حيث ودادكم
وبأمر طه ما استُطِيبَ ليجذبا
فغدوت تحمي عترة ورسالة
لمَّا فقارك للأعادي أرعبا
والصيتُ أنَّكَ قد قتلتَ رجالَهم
فتهيَّبُوكَ وضاغنوكَ تحزُّبا
وغدوت حصن بنيك حيث عدوكم
هو مضمرُ سوءاً .. ومنك تجنَّبا
شرطُ الفقار بأن تعيشَ حماية
ما دامَ في الأعداء يحصدُ معشبا
إن أنت لم تلكأ فقارك بالعدا
في نصر أهلك والحماية أجدبا؟!
فلأنت ثاني اثنينِ باسم ملاذنا
طه وحيدرُ .. لنَ نُساءَ ونُغْلَبا
ومضى محمَّدُ في انقلاب سقيفةٍ
وبقيت في سيفِ الفقارِ مقلَّبا
وبقيتَ وحدكَ والرجالُ تظاهرٌ
بغياً عليكَ
هزمتهم متوثِّبا
زمنُ العُتاةِ السافرينَ عداوةً
يغتاظُ فيكَ وإن غدا مُتنقِّبا
جندلتهم مولاي ..
ليس بكيفهم
ألا يودُّكَ مدَّعوكَ تحبُّبا
فلأنت أنت عليُّ
لو جبل من الأحقاد شانك
عند مقدمِكم كبا
والذنبُ سيفكُ في الحروب
إمامة قد قدَّمتكَ
فصرتَ منها مذنبا
وفقارَ بأسك في الوغى لمجرِّبٍ
جعلَ الحسامَ على الرقابِ مجرَّبا
أخذ الحسامُ مهابة من حيدرٍ
ووجاهةً وصدارةً وتعقُّبا
حتى لقد ختم الحروب بموجزٍ
عمرُ ابن ودٍّ ضربةً مُسْتَنْسِبا
وبضربةٍ نسختْ لكل حروبها
إيجازُ حيدرَ في المعاركِ أطنبا
فبذي الفقارِ عليُّ شايلَ حملنا
لم يضجرنْ سمتَ الحروبِ مذبذبا
لمْ يلقِ هذا السيفَ يطلبُ حيدةً
وفقارُ حيدرَ ما عليهِ تنكَّبا
لمْ أجلَ سجدتِهِ التي
مغمودة كانت
أعاذَ السيف ألا يُسحَبا؟!
أخلى الفقار من الصلاة لبرهةٍ
فأتى له العادي ورأساً خضَّباً
من كانَ يحسبُ في ابن ملجم خاضبا
رأساً كحيدر .. وهو ذو ذَنَبٍ رَبَى؟!
أمعادلٌ ضرباتِ حيدرَ في الوغى
من شجَّ رأساً دون شجٍّ أخصبا؟!
أو قد غدا حيناً كصاحبِ ضربة
من كان يسقطُ لو جرتْ ريح الصبا؟!
مولايَ أخليتَ الفقار للحظةٍ
فغدا كسيفِ ملامةٍ مستعتبا
قد كانَ فرقاناً .. وأصبحَ مفرقا
لخضابِ مفرقِ رأسكم قد سبَّبا
أخليتَ سيفك للصلاة مودعاً
هذا فراقٌ بيننا .. لن تُطلبا
فأجابَكَ السيف الذي أخليته
في رأسكم .. قرآن ربِّكَ أعطبا
في مفرقيكَ كغورِ رأسٍ نازِفٍ
ذا مصحفٌ بالدفتينِ تغيَّبا
ليقول: ما القرآن إلا رأسُكم
إنْ شجَّ .. مزَّقَ دفَّتيهِ .. وقَطَّبا
ما بعدكم يا سيِّدي لا سيرةٌ
للعدل تختصرُ الزمانَ لتُكتبا
بل سيرة الباغينِ باسم صدارةٍ
تقتاتُ مجدك والمقامَ لتسلبا
سيقدَّمُ الطلقاءُ بعدك منزلاً
في الأولين .. وفيه لن تترتَّبا
ستكون رابعهم .. وفي ميزانهم
ستكون آخر همهم أن تحسبا
بعد النبيِّ .. فلستَ صهرَ محمَّدٍ
لستَ ابنَ عمٍّ
ما ضُغِنتَ لتُنسبا
بل قد ضغنتَ .. لكي تساوي منجزا
صفراً .. وما ضحيَّتَ أن يغدو هبا
ولأنَّكَ الركنُ الركينُ لزينب
فإذا هويتَ كأنما يهوي الخبا
ولسيرة الحسنين باسم إمامة
هذا فقارُكَ للإمامةِ قرَّبا
ما دمتَ أخليتَ الفقار ..
لولدكم من بعدكم
سترى الطليقَ تألَّبا
من فالق الرأسِ الذي هو فالقٌ
رأسُ الحسينِ هوى وكانَ مُذنَّبا
كبد الإمام المجتبى مصفَرةٌ
بالسُّمِّ ..
شمسُ كسوفِ تركك للضبا
ولزينبٍ ما قبل مذبحِِ عاشرٍ
للسبي بعدك آنَ تترقَّبا
فاجمعْ إلى الأولادِ هدِّئ روعهم
وغداً لهم من نجعِ رأسكَ طُوِّبا
قل فانظموا أمر الولا
من بعد أن أمضي
ومن بعدي الولاء تغرَّبا
أنتمُ بنيَّ الأقوياء شكيمةً
لكنَّها بعدي تنوءُ لتُشعَبا
فأنا جبهتُ القوم باسم محمَّدٍ
إذ كنتُ في نفسِ النبيِّ منصَّبا
بعدي فلنْ تقوون ريحَ خيانةٍ
وسهامَ غدرٍ صوِّبتْ كي تنشبا
فأنَا الركينُ لكم
كثقل محمَّدٍ فيكم
وما غدتْ الإمامةُ منصبا
بل ريح بأسٍ أذهبتْ بعدوِّكم
للوالد العاتي بها متأهِّبا
للوالد المحسوب بعد محمدٍ
وتداً بدينِ المضعفين تصلبّا
بعدي .. ضحايا تصبحون
نجومكم أشلاءُ قد نثرت
وكنت الكوكبا
لكن لكم ريح كريحيَ في الورى
لمَّا تجيءُ بمجدكم لن تذهبا