يا دَهْرُ لِمْ مِنْ عَلِيٍّ وَصْلُكَ انْقَطَعا
وَنَجْمُهُ مِثْلُ نَجْمِ الْمُصْطَفَى سَطَعا؟
أَمِثْلُهُ تُحْرَمُ الْأَلْبابُ هاطِلَهُ
وَأَيْنَما غاثَ مِنْهُ طَيِّباَ زَرَعا؟
يا دَهْرُ أُنْْطُقْ فَما هَذَا السُّكوتُ إذا
لَمْ تَغْدُ عَوْناً لِمَنْ لِلْمُرْتَضَى صَرَعا؟
يا حَرَّ قَلْبِ بِهِ قَدْ ذابَ فيهِ هَوىً
في يَوْمِ مَصْرَعِهِ سُمَّ الَأَسَى جَرَعا
ما حالُ مَنْ شَهِدوا يَوْمَ الْفِراقِ لَهُ؟
أَبو قُبَيْسٍ عَلَى أَنفاسِهِمْ وَقَعا
لَوْلَا السُّمُوُّ الَّذي عاشوا بِذَرْوَتِهِ
وَالصَّبْرُ في هامِهِمْ وَالْقَلْبِ قَدْ طُبِعا
لَمْ يَبْقَ فِي الْآلِ حَيٌّ بَعْدَ ما دَفَنوا
كَنْزَ الْوُجودِ وَصاروا فِي الْلُحودِ مَعا
رِجالُهُمْ وَالنِّسا وَالطِّفْلُ إنْ ذَرَفوا
دَمَعَ الْفِراقِ عَلَيْهِ جانَبُوا الْجَزَعا
يا سادَتي لَمْ يَمُتْ مِنْكُمْ إمامُ هُدىُ
وَشامِخُ الْمَجْدِ مِنْ عَلْيائِهِ ارْتَفعا
هِيَ الْقِبابُ الَّتي نَهْوَى زِيارَتَها
فَمَنْ يَلومُ الَّذي آلافَهُ قَطَعا؟